يسيطر الغموض حول مصير الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد بعد أن فتح النار على السلطة القضائية الأسبوع الماضى متهما رئيسها بالفساد، فى إطار دفاعه عن نائبه حميد بقائى الذى يحاكم بقضايا فساد مالى.
وذهب نجاد الذى يواجه مصير غامض مساء أمس الجمعة، باعتباره عضو فى مجمع تشخيص مصلحة النظام لتفقد المناطق المنكوبة، جراء زلزال ضرب مساء الأحد الماضى غرب إيران وراح ضحيته نحو 450 شخصا وحرج الآلاف.
ولجأ لنشر صور لتفقده غرب البلاد للمناطق التى ضربها الزلزال، على حسابه الرسمى على تطبيق تلجرام المشهور فى إيران، وذلك بعد أن حجبت السلطات موقعه الإلكترونى والمواقع المقربة منه، ولم يعد يمتلك أية وسائل إعلامية رسمية سوى حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى.
ومع تزايد وتيرة التصعيد والتنافس بين التيارات، أصبح الغموض يلف مصير نجاد، وقالت مصادر إعلامية إيرانية "لـ "انفراد""، أنه من المحتمل أن يلقى القبض على نجاد عاجلا أم آجلا بسبب هجومه على رئيس السلطة القضائية متهما قراراته بالظالمة والديكاتورية خلال كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره الأسبوع الماضى، داخل مسجد شاه عبد العظيم الذى قرر التحصن داخله احتجاجا على عمليه محاكمته.
وإعلاميا التزمت الصحف المنتمية للتيار المحافظ والمتشددة التى كانت تدعم نجاد الصمت حيال مقاطع الفيديو التى ظهر فيها الأسبوع الماضى مهاجما القضاء خلال تحصنه هو ورفيقه بقائى ومستشاره الإعلامى داخل مسجد شاه عبد العظيم.
وتوقع الحقوقى على نجفى توانا، فى مقاله بصحيفة آرمان الإصلاحية، ألا يأتى سلوك نجاد أكله، بمعنى أن تحصنه فى المسجد اعتراضا على محاكمة رفاقه لن يكون مجدى ولا تعد من الطرق القانونية، قائلا إن الإصرار على سلوك لم ينص عليه القوانين، لن يؤثر فى شئ بل سيكون نواة لوضع نهج غيرتقليدى للآخرين وهو الخروج عن القانون واللجوء لوسائل غير تقليدية.
وواجه الرئيس الإيرانى السابق المتشدد نجاد والذى شغل منصب رئيس الجمهورية لفترة 8 أعوام، (2005 -2013) تهم فساد تتعلق بتجاوزات مالية تبلغ أكثر من 4 آلاف و600 مليار تومان إيرانى من الموارد النفطية فى عام 2009، وطالب التقرير أحمدى نجاد بإعادة المبالغ إلى الميزانية الإيرانية.
وفى صحيفة شرق الإصلاحية، قال أحمد غلامى رئيس تحرير الصحيفة، ردا على صمت وسائل إعلام التيار الأصولى حيال سلوك الرئيس السابق نجاد، "لو أن التيار الإصلاحى أو أى جناح سياسى آخر قام بهذا "الشو السياسى" الذى يقوم به نجاد، ماذا سيكون رد فعل وسائل الإعلام الأصولية هل ستصمت على غرار ما يحدث الآن؟، من المستبعد أن تغض الطرف عن هذه القضية".