ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تقرير شبكة سى.إن.إن، الذى كشفت فيه عن بيع مهاجرين أفارقة كعبيد فى ليبيا، أثار حالة من الغضب الواسع خلال الأيام الماضية، حيث شهدت وسط باريس احتجاجات، فضلا عن إدانة من الإتحاد الأفريقى ودعوة لفتح تحقيق فى الأمر.
وأشارت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الإثنين، إلىتظاهر المئات ، معظمهم من الشباب السود، أمام السفارة الليبية فى وسط باريس، وكان بعضهم يحمل لافتة تقول "أوضعوا حد للعبودية ومعسكرات الاعتقال فى ليبيا" وهتف آخرون "حرروا إخوتنا! "، ذلك بعد ثلاثة أيام من بث شبكة "س ان ان" لقطات لمهاجرين يباعون فى مزاد علنى فى العاصمة الليبية طرابلس.
وأصدر موسى فكى محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، ووزير خارجية تشاد بيانا بعد المظاهرة وصف فيه المزادات بأنها أمر "حقير"، وحث اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب على مساعدة السلطات الليبية فى التحقيق الذى فتحوه إستجابة لتقرير سى إن إن.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن هناك 700 ألف إلى مليون مهاجر فى ليبيا، وأن أكثر من 2000 شخص قد لقوا حتفهم فى البحر هذا العام.
ويهرب معظم المهاجرين عبر ليبيا من النزاعات المسلحة أو الاضطهاد أو الصعوبات الاقتصادية الشديدة فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. و تبدأ رحلتهم عادة بطريق قاتل عبر صحارى شاسعة إلى ليبيا، ومن ثم تنطوى إما على تحدى البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متهالكة تسير إلى أوروبا أو يكافحون من أجل البقاء فى أحد مراكز الاحتجاز المكتظة التى يديرها مهربون على الساحل الليبى.
وتفيد الأمم المتحدة أن العمل القسرى والاعتداء الجنسيىوالتعذيب منتشر على نطاق واسع فى هذه المعسكرات. وتشير الصحيفة إلى أنه منذ انتفاضة الربيع العربى عام 2011 التى أنتهت حكم العقيد معمر القذافى، أصبح ساحل ليبيا مركزا للاتجار بالبشر والتهريب. وأدى ذلك إلى تأجيج أزمة الهجرة غير القانونية التى تسعى أوروبا إلى احتوائها منذ عام 2014.