كشف تحليل أجراه خبراء فى السياسات الدفاعية، اليوم الخميس، أن أوروبا سيتعين عليها إنفاق ما يصل إلى 41 مليار دولار يورو سنويا خلال الأعوام القادمة لتحديث قواتها العسكرية تأهبا لحرب تصبح رقمية على نحو متزايد.
وذكر التحليل الذى صدر عن مؤتمر الأمن فى ميونيخ -ونقلته مجلة "بوليتيكو" فى إصدارها الأوروبى ومقره بروكسل- إن حصة الأسد من الأموال ستنفق على جهود تحسين اتصال أنظمة الأسلحة، وهو ما يتضمن تطوير البرمجيات والمعدات وتوسيع النطاق لضمان أن الجنود حتى المتمركزين فى أماكن نائية ليسوا منقطعين عن أنظمة الأسلحة التى تقودها الشبكات الرقمية.
وقدر التحليل، المقرر نشره الأسبوع المقبل، أن دول الاتحاد الأوروبى الـ28 (بما فيهم بريطانيا) والنرويج يتعين عليهم استثمار ما بين 27.2 و40.8 مليار يورو سنويا خلال ما بين 5 إلى 7 أعوام قادمة.
وأشار التحليل إلى أن الأموال ينبغى أيضا أن تنفق على إنشاء مراكز مشتركة لتحليل البيانات وتشغيل المزيد من خبراء الأمن الإلكترونى للدفاع عن البنية التحتية الرقمية الجديدة من هجمات القرصنة الإلكترونية.
وقال التحليل إنه رغم صعوبة الحصول على أرقام دقيقة فى هذه المجالات، إلا أن الخبراء يقدرون وجود ما بين 2500 إلى 3500 مقاتل إلكترونى فى القوات الأوروبية، وهو ما يعد نصف حجم القيادة الإلكترونية الأمريكية، رغم أن أوروبا والولايات المتحدة يواجهان بيئة مماثلة من التهديدات الإلكترونية.
ويأتى هذا التحليل على خلفية الازدهار الوشيك للإنفاق العسكرى فى دول الاتحاد الأوروبى حيث يسود قلق متزايد من جرأة الجيش الروسى، وبعد الضغط الشديد الذى واجهته الدول الأوروبية بحلف شمال الأطلسى (ناتو) من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتحمل المزيد من تكاليف الدفاع عن القارة.
ودعت إدارة ترامب كل أعضاء الناتو لتحقيق هدف تخصيص وإنفاق 2% من إجمالى الدخل السنوى لكل دولة على الجيش والدفاع.
وقال محللو مؤتمر الأمن بميونيخ فى تقريرهم إن 97 مليار يورو من التمويل الإضافى للقطاع العسكرى ستكون متاحة سنويا إذا تمكنت كل دول الاتحاد الأوروبى من الوصول لتخصيص 2% من إجمالى دخلهم السنوى بحلول 2024، وهو ما يعادل ضعف ميزانية الدفاع البريطانية لعام 2017.
وأكد المحللون أن رفع ميزانية الدفاع بالدول الأوروبية سيكون كافيا لتحقيق التكلفة الإضافية لجعل قواتهم أكثر ملائمة للحرب فى عصور البيانات الضخمة والذكاء الصناعى.
وأضاف المحللون، فى إشارة إلى تشكك العديد من حلفاء الناتو حول فوائد تعزيز إنفاقهم العسكرى، أنهم يعون تماما أنه فى الوقت الذى من المرجح أن تتجه فيه الدول الأوروبية نحو رفع إنفاقهم العسكرى إلى 2% من ميزانيتهم السنوية، لن تنجح جميعها فى الواقع فى تحقيق ذلك.