قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن صربيا تتجه للمصالحة الداخلية عن طريق احتضان مجرمى الحرب القدامى، موضحة أن ذلك إحدى علامات المصالحة فى الدولة التى طالما عانت من الانقسامات والانشقاقات الداخلية.
ونوهت الصحيفة فى تقرير لها نشرته من خلال موقعها على الإنترنت، إلى أن أحد الجنرالات المتهمين بارتكاب جرائم حرب ألقى محاضرة الشهر الماضى لطلبة فى الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الصربية بلجراد، ووقتها لقى ترحيبا حارا من وزير الدفاع.
وقال الوزير، إن الأمة يجب أن تشعر "بالفخر" من قدامى المحاربين مثل الجنرال الذى وصفه بأنه "أشجع الشجعان"، وفقا لقولة الوزير التى نقلتها الصحيفة الأمريكية الذائعة.
ووفقا للصحيفة، فإنه لم يكن مفاجئا أنه بعد الجنرال الآخر، أدين، راتكو ملاديتش، قائد صرب البوسنة السابق، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب أخرى هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن الرئيس الصربى ألكسندر فوسيتش وصف الحكم بأنه "غير مبرر".
وقال الرئيس الذى أدى اليمين الدستورية على قمة السلطة التنفيذية فى مايو الماضى، للصحافيين: "أود أن أدعو الجميع إلى البدء بالتطلع إلى المستقبل وعدم الغرق فى دموع الماضى".
ووفقا للصحيفة، فإن القصد من إدانة الجنرال ملاديتش (75 عاما)، الذى حكمت عليه المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالسجن المؤبد بسبب شن حملة إبادة جماعية فى التسعينيات ضد المسلمين والكروات وغيرهم من غير الصرب، هو إغلاق فصل من تاريخ البوسنيين الوحشيين الذين أطلقوا أسوأ الفظائع فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.