سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يومى الخميس والجمعة، وهى أول زيارة لرئيس تركى منذ 65 عاما، وقالت إن الزيارة تحولت إلى مسرح للحرب حيث تخلى الرئيس التركى عن مجاملات الدبلوماسية وتجاوز العديد من الخطوط الحمراء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة الرسمية الي يقوم بها الرئيس التركي انزلقت إلى تبادل الانتقادات اللفظية اللاذعة بشأن نزاعات حديثة أو قديمة أبرزها التفرقة ضد المسلمين في شمال اليونان إلى الوجود العسكري التركي في قبرص والتفسيرات الفضفاضة لمعاهدة دولية رسمت الحدود بين البلدين، رغم أن هدف الزيارة الأولى لرئيس تركي منذ 65 عاما، هو تعزيز العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.
واقترح أردوغان قبل أن تهبط طائرته في اليونان، في تصريح لتلفزيون "سكاي" وصحيفة "كاثيميريني" اليونانيين مراجعة معاهدة لوزان الموقعة عام 1923 والتي رسمت حدود تركيا وبالتالي حدود اليونان. وقال: "هذه المعاهدة تشمل المنطقة بأكملها ولهذا السبب فقط اعتقد أنه مع الوقت يجب مراجعة جميع المعاهدات، ومعاهدة لوزان بحاجة... للمراجعة في ظل التطورات الأخيرة".
وفي رد سريع، قالت اليونان إن المعاهدة غير قابلة للتفاوض وإن اقتراحات إعادة النظر فيها لا تدعم مساع بناء العلاقات. وقال المتحدث باسم الحكومة ديميتريس تساناكوبولوس في بيان: "تتوقع الحكومة اليونانية ورئيس الوزراء أن تشيد زيارة (إردوغان) جسورا لا أسوارا".
ومع نهاية اليوم الأول من الزيارة بدا أن الجانبين يتراجعان عما كان في طريقه ليصبح أزمة دبلوماسية كبرى بينهما. وقال إردوغان في ترجمة بثها التلفزيون الرسمي اليوناني "يمكننا العيش جنبا إلى جنب... هدفنا هو أن نشكل المستقبل بطريقة مختلفة بوحدة وتعايش وتضامن".