سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على مبنى السفارة الأمريكية الجديد فى العاصمة البريطانية لندن، وقالت الصحيفة إن هذا المبنى الذى يصل تكاليف بنائه إلى مليار دولار هو أغلى سفارة تم بنائها على الإطلاق. لكن مصمميها يقولون إن السفارة المطلة على نهر التيمز تمثل نقلة نوعية، حيث ستقدم الانفتاح مع إخفاء لكل الطرق الذكية التى تدافع بها عن نفسها أمام أى هجوم.
فبعد عقود من بناء سفارة أمريكية من طراز العمارة القاسية التى تجعلها أشبه بالحصون، فإن مقر السفارة الجديد الذى سيتم افتتاحه قريبا فى لندن هو مكعب بلورى متقطع فى وسط حديقة عامة بدون جدران مرئية. ورغم ما تعرضت له لندن من هجمات إرهابية، فإن المبنى لا يصيح "الجواسيس يعملون هنا" أو " تراجع"، بل إنه متحف حداثى يصدر تأشيرات وربما يكون به عدد قليل من المخابىء المخفية فى مكان ما.
وكانت وكالة "رويترز"، قد ذكرت فى تقرير لها أمس، الأربعاء، أنالولايات المتحدة، الحليف الوثيق لبريطانيا، ستترك المقر القديم المقام عام 1960 بالحجارة والخرسانة فى منطقة جروفنر سكوير الراقية بلندن، وهى منطقة كانت تعرف "بأمريكا الصغرى"، خلال الحرب العالمية الثانية عندما كانت تضم مقر القيادة العسكرى للجنرال دوايت أيزنهاور.
والموقع الجديد على الضفة الجنوبية لنهر التيمز فى قلب مشروع تطوير عملاق فى منطقة صناعية سابقة تعرف باسم "ناين إلمز"، وستضم السفارة 800 من العاملين وستستقبل نحو ألف زائر يوميا.
ونظمت وزارة الخارجية الأمريكية مسابقة لتصميم المبنى الجديد فى عام 2008، ووصفت السفارة بأنها "إظهار للالتزام طويل الأمد بالعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
وقالت وثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية، إن المبنى الجديد المصنوع من الزجاج "يجسد القيم الديمقراطية الأساسية المتمثلة فى الشفافية والانفتاح والمساواة"، ومولت عملية البناء التى تكلفت مليار دولار بالكامل عن طريق بيع ممتلكات أخرى فى لندن.