تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن الدور الخارجى فى أعمال الاحتجاجات الثورية الدائرة الآن فى إيران، خاصة بعد اتهام النظام للمتظاهرين صراحة بأنهم "ممولون وعملاء ومخربون"، متوصلة إلى أنه لا دليل على هذا الاتهام بالمرة، مشيرة فى سياق متصل إلى أن دولا عدة تبحث السبل الأسلم والكيفية التى يمكن من خلالها دعم التظاهرات بشكل يساعد الشعب الإيرانى على التخلص من فساد النظام.
وألقت "نيويورك تايمز" الضوء على اتهام المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله على خامنئى، أمس الأربعاء، من وصفهم بـ"الأعداء المجهولين" الذين يُمولون الاحتجاجات ضد الحكومة، التى اندلعت الأسبوع الماضى فى مدينة مشهد وسرعان ما اجتاحت عشرات المحافظات والمدن وصولا للعاصمة طهران، ما يُعرّض المتظاهرين لخطر الاتهام بالتجسس أو الخيانة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته اليوم الخميس، أن هذا الاتهام صدر كذلك عن كثيرين من المسؤولين الإيرانيين الذين خضعت بلادهم منذ فترة طويلة للتدخل الأجنبى، بدءا من الانقلاب الذى قادته الولايات المتحدة وبريطانيا فى الخمسينيات ضد ثورة الدكتور محمد مصدق، الذى يُعرف فى التاريخ المعاصر بـ"عملية أجاكس"، انتهاء بالجهود الأخيرة التى بذلتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتخريب البرنامج النووى الإيرانى، لا سيما مع دعم الرئيس دونالد ترامب العلنى للمتظاهرين، ما عزز الشكوك حول وجود يد أجنبية فى الأمر.
وعن فكرة الدعم والمساندة التى يمكن تقديمها للمحتجين، قالت "نيويورك تايمز"، إنه بينما لا يتوفر دليل واحد على أن الحكومات الأجنبية دعمت ونظمت هذه الاحتجاجات، فإن عددا من البلدان تبحث الآن آلية دعم المحتجين ومطالبهم المشروعة، والكيفية التى يمكن من خلالها مساندة هدف تشترك فيه مع المتظاهرين، وهو الوصول إلى حكومة إيرانية أقل فسادا وأكثر ديمقراطية وانفتاحا.