حذرت صحيفة "لا ناثيون" الأرجنتينية، من محاولات السلطات الإيرانية طمس حقيقة الاحتجاجات الشعبية التى تشهدها البلاد، عبر حجب مواقع التواصل الاجتماعى وملاحقة المنصات الإلكترونية التى تنشر صورا وفيديوهات للمسيرات والتظاهرات المندلعة منذ ما يزيد على أسبوع.
وأشارت الصحيفة الأرجنتينية، فى تقرير نشرته اليوم الخميس، إلى أن الاحتجاجات التى خرجت اعتراضا على ممارسات النظام الإيرانى، وإنفاقه مليارات الدولارات على الحروب التى يديرها بالوكالة فى سوريا واليمن والعراق، مقابل رفع الأسعار بالداخل وإخراج شريحة كبيرة من المواطنين من مظلة الدعم، أسفرت عن مقتل ما يزيد على 20 شخصا، واعتقال مئات آخرين ربما يواجهوون عقوبة الإعدام.
وبحسب الصحيفة، تفرض السلطات الإيرانية حظرا على وسائل الإعلام، لهذا فإن المصدر الرئيسى للمعلومات كانت الشبكات الاجتماعية التى قطعتها الحكومة تماما فى أواخر ديسمبر الماضى، كما أن الحكومة الإيرانية منعت خدمة "تويتر" بعدما رفض إغلاق قناة خاصة تظهر الاحتجاجات، كما تم حظر "انستجرام" فى محاولة لحجب إظهار حقيقة ما يحدث للعالم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إيران تسعى جاهدة لإغلاق جميع وسائل التواصل الاجتماعى، وفرضت قيودا على كل وسائل الإعلام، بعد اعتقال ما لا يقل عن 1000 شخص فى مدن مختلفة من البلاد منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة، رغم أن هذا الرقم قد يكون أعلى، خاصة وأن مناطق عدة لم تقدم بيانات بعد.
وأوضحت الصحيفة، أن دور السياسة الخارجية للرئيس الإيرانى حسن روحانى فى بعض الصراعات بالمنطقة، مثل لبنان وغزة وسوريا، من أبرز أسباب إشعال فتيل الاحتجاجات ضد الحكومة، إذ يعتبره الشعب مضيعة للمال وسببا فى ارتفاع أسعار المنتجات الأساسية بالبلاد، كما يؤدى لارتفاع معدلات البطالة وعدم المساواة الاقتصادية، بينما ما زال التضخم 10% سنويا، ولكن بعض المنتجات الأساسية زادت ثلاثة أو أربعة أضعاف، والبطالة نمت مرة أخرى.
وبحسب التقرير، فإن من أهم أسباب الاحتجاجات أيضا انتشار وتغلغل الفساد فى البلاد، إذ إن 15% من الناتج المحلى الإجمالى يسيطر عليه الحرس الثورى، بينما تؤكد تقديرات أخرى أن 50% من الناتج المحلى الإيرانى فى متناول أيدى آية الله على خامنئى والحرس الثورى والملالى، ويبلغ إجمالى الناتج المحلى 408 مليارات دولار، ولديها 74 مليار دولار من احتياطى الذهب والعملات الأجنبية، وتنتج إيران 3.8 مليون برميل من النفط يوميا، ما يجعلها ثالث منتج لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ويبلغ احتياطيها من النفط 157 مليار برميل، واحتياطى الغاز 33.6 مليار متر مكعب.
يُذكر أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى، المحسوب على التيار الإصلاحى، جاء إلى الرئاسة الإيرانية فى العام 2013، خلفا للرئيس المحافظ محمود أحمدى نجاد، مع وعود بتحسين الاقتصاد وتعزيز الإصلاحات الاجتماعية.