أعلنت وزارة العدل الأمريكية، القبض على ضابط سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية CIA بعد أن أظهرت التحقيقات مساعدته للصين فى تفكيك عمليات تجسس أمريكية وتحديد هوية المخبرين الأمريكيين.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء، أن انهيار شبكة التجسس فى الصين أحد أسوأ إخفاقات المخابرات الأمريكية فى السنوات الأخيرة. وتقول إن القبض على الضابط السابق فى الاستخبارات الأمريكية، جيرى تشون شينج، جاء بعد تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالى منذ عام 2012، أى بعد عامين من بدء فقدان الـCIA مخبريها فى الصين.
وواجه المحققون لغزا مستمرا بشأن كيفية وصول أسماء العديد من مصادر وكالة الاستخبارات المركزية، التى كانت شديدة السرية، إلى أيدى الصينيين؟. ويعتقد بعض مسئولى الاستخبارات الأمريكية أن جاسوس من داخل الـCIA، وراء الكشف عن المخبرين. فيما يعتقد آخرون أن الحكومة الصينية اخترقت الاتصالات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية التى تستخدم للتحدث إلى المصادر الأجنبية للمعلومات.
ويقول مسئولون سابقون بالمخابرات إن الوكالة قد تكون مشلولة بسبب مزيج من الاثنين. وتشير الصحيفة إلى أن التحقيق الخاص بكيفية تمكن الصينيين من اصطياد عملاء أمريكيين، كان مصدرا للاحتكاك بين وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى.
وترك "لى" عمله فى الـCIA عام 2007، وذهب للعيش فى هونج كونج ويعمل فى بيت مزادات معروف. وقد تم القبض عليه فى مطار كينيدى فى نيويورك، الاثنين الماضى، وتوجيه اتهامات له فى محكمة اتحادية فى شمال فيرجينيا بالاحتفاظ غير القانونى لمعلومات الدفاع الوطنى.
وكان "لى" سافر سابقا إلى الولايات المتحدة عام 2012 للعيش مع عائلته فى ولاية فرجينيا. وخلال تلك الرحلة قام وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالى الـ F.B.I. بتفتيش أمتعته أثناء إقامتة بفندق فى هاواى وفرجينيا ووجدوا كتابين صغيرين يحتويان على ملاحظات مكتوبة بخط اليد تحتوى على معلومات سرية. وقد عاد فى وقت لاحق إلى هونج كونج بعد استجوابه من قبل وكلاء الـFBI عام 2013.
ومن غير الواضح لماذا قرر "لى" المخاطرة بالقبض عليه حيث وصل إلى الولايات المتحدة الشهر الجارى.
وداخل الكتب وجد وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالى أن "لى" كتبت تفاصيل حول اجتماعات بين C.I.A. والمخبرين والعاملين السريين، فضلا عن أسماءهم الحقيقية وأرقام هواتفهم، وفقا لأوراق المحكمة. وقال المدعون إن المواد فى الكتب تعكس نفس المعلومات الواردة فى المراسلات السرية التى كتبها "لى" أثناء عمله فى الوكالة.
وتشير "نيويورك تايمز" أن أكثر من أثنى عشر من مخبرى الـCIA تم قتلهم أو سجنهم من قبل الحكومة الصينية. وكان مستوى إحباط شبكة المخبرين، التى نشرت عنها الصحيفة العام الماضى، نكسة مدمرة لعمل وكالة الاستخبارات المركزية فى الصين.