تحدث وليد صالح الخليفة الخبير الإسبانى، العراقى الأصل، وأستاذ الدراسات العربية فى جامعة مدريد المستقلة، لصحيفة "لابوث دى جاليسيا" الإسبانية عن الإسلام السياسى ونظرة أوروبا له، والفرق بين الإسلام السياسى والإسلام المعتدل، مؤكدًا على أن سبب انتشار الإسلاموفوبيا فى أوروبا هو الإسلام السياسى والإسلام الراديكالى والفهم الخاطئ لبعض المفاهيم الإسلامية.
وأكد الخليفة، على أن الإسلام السياسى هو الذى يدافع الاتحاد بين الدين والسياسة، ويجب فصل الإيمان عن الدولة، فالإسلام هو نظام روحانى وليس سياسى، وهذا عكس رأى بالبعض مثل آيات الله فى إيران الذين يضطهدون النساء اللاوتى لا يرتدن الحجاب، وهذا على عكس الإسلام المعتدل وهو الإسلام الصحيح والأكثر طبيعية، حيث أن الإسلام المعتدل هو الذى يمارسه الملايين من الناس فى العالم كجزء من حياتهم الخاصة، وثقافتهم، من دون التظاهر باستخدام إيمانهم كسلاح ضد الآخرين.
وردا على سؤال عن أن أوروبا تعرف الفرق بين الإسلام المعتدل والإسلام السياسى، قال الخليفة، إن فى أوروبا ما زلنا نعيش مع مسلمين، ولذلك فإن بعض الأوروبيين يعرفون الفرق، ولكن هناك ما يخلط الأوراق بين الإسلام المعتدل والسياسى والمتشدد الراديكالى وهو ما خلق الإسلاموفوبيا لدى هؤلاء، ولذلك فإنه سيكون الناس أفضل حالا عندما يعرفون الفصل بين أنواع الإسلام، وأن يصبح الدين فى المنزل أو فى المسجد والكنيسة".
وحول الإسلاموفوبيا وعلاقتها بالهجمات الإرهابية، واستطرد الخبير الإسبانى: "الهجمات الإرهابية التى تحدث فى أوروبا لها تأثير كارثى لجميع الذين يأتون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سواء كانوا مسلمين أم لا، سواء كانوا مؤمنين أم لا، ونحن نرى أن أطراف اليمين المتطرف آخذ فى الارتفاع فى المجر وبولندا وهولندا، ونفس الشئ فى الولايات المتحدة الأمريكية مع وصول الرئيس دونالد ترامب الذى يستخدم هذه الهجمات لتوجيه الاتهامات لبعض الجنسيات، ولذلك فلابد من نشر الإسلام المعتدل الصحيح حتى لا يستغل البعض سوء الفهم لدى الكثير، وصورة الإسلام فى العالم تحتاج إلى إصلاح عميق من إعادة قراءة تاريخ الإسلام".
وحول الشباب الذين يعيشون فى أوروبا وأصبحوا إرهابيين، وكيفية تجنب هذا النوع من التطرف، قال الخليفة، إن السياسات الاجتماعية والشرطة لها دورًا كبيرًا فى تضاءل هذا النوع من التطرف، خاصة وأن الأئمة الذين يأتون إلى أوروبا يكونوا مليئين بالتحيز ضد المجتمع الذى يرحب بهم، كما لابد أن تلتزم السلطات المختصة بمعرفة نوع الخطاب الذى ينقل فى خطبة الجمعة، وهذا من الممكن أن يقلل خطر وقوع الهجمات الإرهابية، ولكن لن يقضى على هذا النوع من التطرف بشكل نهائى، وذلك لأن الشباب لديهم روح المغامرة".
وعن استمرار تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، أشار الخبير الإسبانى، إلى أننا نعلم أن هذا النوع من المجموعات سيستمر لأن الظروف تساعدهم على الظهور، فهذه التنظيمات الإرهابية تستخدم الظروف من احتلال فلسطين أو غياب الحريات فى معظم الدول العربية الإسلامية، وأيضا تستغل الدين فى المصالح السياسية والاقتصادية، ومن ناحية آخرى، تستغل بعض القوى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وجود هذه الجماعات.
وأعرب الخليفة، عن تشاؤمه حيال الوضع فى سوريا والعراق، وقال إن هناك الكثير من المصالح فى هذه البلدين، فهى مناطق استيراتيجية ومصادر الطاقة، والقلق يكمن من تدخل عدد كبير من الدول مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، فسوريا والعراق لن تكون على حالها السابق قبل داعش، لأن نسيجها الاجتماعى أصبح مدمر ومقسم، فبعضها يسطر عليه روسيا وإيران، وآخر يسيطر عليها الأكراد بدعم من الولايات المتحدة وآخرى يسيطر عليها الإخوان المسلمين بدعم من تركيا وقطر.
ويرى الخبير الإسبانى، أن مفتاح الديمقراطية فى هذه الدول، هو الحاجة إلى إرادة سياسية وتغيير فى العقلية والتعليم، وكل هذا سيستغرق وقتا طويلا.