حذرت المدير العام لصندوق النقد الدولى كريستين لاجارد من أن التخفيضات الضريبية الهائلة التى دفع بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تشكل خطرا على استقرار الاقتصاد العالمى، موضحة أن مشروع ترامب للضرائب واحد من ثلاثة مخاطر تهدد بزعزعة استقرار الانتعاش الاقتصادى الحالى خاصة بالنظر للإزدهار فى أسواق المال العالمية خلال 2017، وفقا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وقالت لاجارد ، فى خطابها خلال المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس السويسرية ، : "من المؤكد أن التخفيضات الضريبية الأمريكية سيكون لها آثار إيجابية على المدى القصير بالنسبة للولايات المتحدة وعدد من الدول المجاورة لها إلا أنه من المرجح أن تؤدى أيضا إلى العديد من المخاطر"، لافتة إلى أن ذلك يؤثر على الضعف المالى وخاصة بالنظر إلى ارتفاع أسعار الأصول فى جميع أنحاء العالم وسهولة التمويل الذى لايزال متاحا.
ويخشى صندوق النقد الدولى من أن تتسبب التخفيضات الضريبية فى عجز كبير بالموازنة الأمريكية الأمر الذى سيأتى بزيادة اقتراض وزارة الخزانة الأمريكية لتعويض العجز ما سيؤدى إلى ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية.. وعلى المدى الطويل، يرى الصندوق أن التخفيضات الضريبية ستتسبب فى وقف النمو الاقتصادى ما سيعرض أسواق الأموال لهبوط المفاجئ.
كما حذرت لاجارد من الرضا الزائد عن مدى زيادة النمو العالمى التى أشار إليها صندوق النقد الدولى فى تقريره السنوى يوم الاثنين الماضى فى مستهل الاجتماعات دافوس، قائلة : "لا أعتقد أننا قد أنجزنا المهمة فى إشارة إلى مخاوفها من أن تؤدى حالة عدم المساواة الاقتصادية فى كثير من الدول فى خلق "إنشقاق".
واستكملت : "معدلات النمو فى حالة جيدة وتحسين مستويات الإنتاج جيد ولكن يجب على صناع السياسات التأكد من أن نتائج هذا النمو يتم توجيهها بشكل صحيح"، مضيفة أن عدم المساواة بدأت فى النمو فى العديد من الاقتصادات المتقدمة.
وحددت لاجارد فى كلمتها ثلاثة مخاطر رئيسية يواجهها لاقتصاد العالمى هى : عدم الاستقرار المالي، وعدم المساواة، بالإضافة إلى قلة التعاون الدولي، والمخاطر السياسية الناتجة عن ذلك.
وكان الصندوق قد رفع من توقعات النمو العالمى بنسبة 3.9% خلال العام الجاري، كما أشار إلى أن القوى الاقتصادية الكبرى مثل اليابان وأمريكا والاتحاد الأوروبى ستحقق نجاحا اقتصاديا أكبر خلال 2019.