أحداثا ساخنة تشهدها مدينة عدن التى تقع جنوب اليمن، اليوم الأحد، خاصة مع سيطرة قوات المجلس الانتقالى الجنوبى- الداعم لانفصال جنوب اليمن عن شماله- على مقر حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى المعترف بها دوليا فى عدن، إثر اشتباكات دامية مع القوات الموالية للرئيس اليمنى، أسفرت عن مقتل 12 عسكريا ومسلحا من الطرفين، إضافة إلى 3 مدنين، الأمر الذى يثير العديد من التساؤلات حول هذه الأحداث العنيفة وماهيتها وتداعياتها وأسباب اندلاعها.
بوادر تصاعد حدة الأزمة
تصاعدت حدة الأزمة بين المجلس الانتقالى الجنوبى المؤيد لانفصال جنوب اليمن والحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا، بعدما أعلن الانفصاليون بجنوب اليمن فى 21 يناير الجارى حالة الطوارئ بمدينة عدن الساحلية، وسط احتجاجات ينظمونها بسبب الأوضاع المعيشية فى المدينة، رافعين عدة مطالب أهمها إقالة حكومة رئيس الوزراء اليمنى أحمد بن دغر.
تلك الخطوة التى أقدم بها المجلس الانتقالى الجنوبى الداعم للانفصال وضعت المجلس الذى يتحالف فى الأساس مع الحكومة اليمنية ضد مليشيات الحوثى فى مسار تصادمى، خاصة مع إصرار المؤيدين لانفصال على استمرار اعتصامهم وسط مدينة عدن على الرغم من أن حكومة الرئيس عبد ربه قررت حظر التجمعات فى المدينة فى 27 يناير الجارى، إلا أن المجلس الانتقالى الجنوبى شدد على ضرورة الإطاحة بحكومة أحمد بن دغر إذا لم يقرر هادى إقالتها فى غضون أسبوع.
وقف إطلاق النار
وتأتى الاشتباكات العنيفة مع القوات الحليفة المؤيدة لانفصال الجنوب، اليوم الأحد، بعد انتهاء المهلة التى منحها الانفصاليون للرئيس اليمنى بإقالة الحكومة، حيث دفعت هذه المواجهات منصور هادى إلى التدخل، إذ طالب بضرورة وقف إطلاق النار فورا فى مدينة عدن الجنوبية، وذلك بعد محادثات أجراها مع قيادة التحالف العسكرى فى اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
ونص البيان على أن "جميع الوحدات العسكرية عليها وقف إطلاق النار فورا، وأن تعود جميع القوات إلى ثكناتها، وإخلاء المواقع التى تم السيطرة عليها صباح اليوم من جميع الأطراف دون قيد أو شرط".
إغلاق مطار عدن
فيما أغلق مطار عدن الدولى جنوب اليمن أمام الرحلات الجوية، جراء الاشتباكات التى اندلعت بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالى الجنوبى"ذات التوجهات الانفصالية"، فى عدة مناطق بالعاصمة المؤقتة عدن.
ويتهم المعتصمون التابعون للمجلس الانتقالى الجنوبى الداعم للانفصال، حكومة بن دغر بتجويع اليمنيين ودفع البلد نحو مجاعة وواصلت احتجاجاتها، لكن الحكومة اليمنية أصدرت بيانا لها فى وقت سابق قررت فيه منع أى تجمعات أو اعتصامات أو مسيرات فى العاصمة المؤقتة عدن، واعتبار تلك الأعمال فى هذه المرحلة أعمالا تستهدف السكينة والاستقرار"، مضيفة "كما أقرت وزارة الداخلية منع المجاميع المسلحة من دخول العاصمة المؤقتة عدن".
مباحثات مع التحالف العربى
وفى محاولة منه لوأد أى احتجاجات، قال مكتب حكومة رئيس الوزراء اليمنى، إنه التقى فى عدن مع قادة كبار فى التحالف العربى الذى تقوده السعودية، موضحا أن اللقاء عبر عن رفضه القاطع لكافة أشكال الفوضى ودعوات العنف والتخريب فى عدن".
فى سياق متصل، ثمّن المجلس الانتقالى الجنوبى البيان الصادر من دول التحالف العربى الذى دعا إلى التهدئة حول ما يجرى اليوم فى العاصمة عدن من تصعيد شعبى ضد الاختلال الحكومى فى مختلف الجوانب وفقا لوصف المجلس الذى أشاد بالمساعى الكبيرة التى تقودها دول التحالف العربى فى هذا الخصوص.
وقال المجلس فى بيان له نشره عبر موقعه الرسمى :"نؤكد للإخوة فى دول التحالف العربى والرئيس هادى التزامه بالنهج السلمى فى المطالبة بتغيير الحكومة والوقوف على الاختلالات فى كافة المحافظات والوزارات التى انعكست سلبا على توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للمواطن. كما يؤكد على التزامه الكامل بالشراكة فى محاربة العدو المشترك وإنهاء الانقلاب المتمثل فى مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وتحرير ما تبقى".
وأضاف المجلس أن خروجه اليوم يندرج فى الإطار سلمى، مؤكدا على تجنب الاحتكاك العسكرى وأية مظاهر مسلحة فى الجنوب مع الحرص على عدم المساس بمؤسسات الدولة، مضيفا :" نثق كل الثقة أن التحالف العربى سيتدخل بكل إمكانياته لحل كافة الاختلالات جذريا، وذلك استجابة لمطالب الشعب ومن أجل الدفاع عن انتصاراته وانتصارات التحالف العربى وللحفاظ على المكتسبات التى تحققت لغاية الآن، كما يؤكد المجلس تفاعله الايجابى والاستجابة الكاملة مع جهود ومساعى دول التحالف العربى فى حل هذه الأزمة. ويدعو الجميع الى الالتزام بالسلمية والحوار والبناء لغاية تصويب الاختلالات".
وتأسس المجلس الانتقالى الجنوبى- الذى يُعد هيئة سياسية فى جنوب اليمن- العالم الماضى، للدفع باتجاه انفصال اليمن الجنوبى عن اليمن الشمالى، وذلك بدعم من الإمارات والسعودية، وهو حليف أساسى لحكومة الرئيس اليمنى على عبد ربه منصور.