علقت صحيفة (نيويورك تايمز) على التفجير الانتحارى الذى شهدته العاصمة الأفغانية كابول، أمس وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 100 قتيل ، قائلة إنه تذكير آخر بالوضع الدموى الذى تعانى منه أفغانستان التى فقدت العام الماضى فقط نحو 10 آلاف من قواتها الأمنية بينما أصيب ما يزيد على 16 ألفا آخرين.
وقالت الصحيفة - فى تقرير نشرته اليوم الأحد - إن الخسائر البشرية المُتكبدة فى التفجير الانتحارى الذى شهدته العاصمة الأفغانية كابول رسالة تذكيرية أخرى على النزيف فى صفوف المدنيين ، إذ أشارت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن ما متوسطه نحو 10 مدنيين قتلوا يوميا على مدار الأشهر التسعة الأولى من 2017.
وأشارت الى أن تصاعد أعمال العنف التى تشهدها أرجاء البلاد والمتمثلة تحديدا فى الهجمات الدامية تأتى بالتزامن مع حالة الفوضى والتخبط فى الحكومة ، مسلطة الضوء على أن الرئيس الأفغانى أشرف عبد الغنى ظل يسعى جاهدا لبناء توافق سياسى ووجد نفسه مؤخرا فى نزاع استهلك طاقة حكومته ، وهو نزاعه مع عطا محمد نور الحاكم الإقليمى القوى الذى أقاله عبد الغنى لكنه رفض ترك منصبه وحشد حوله أنصاره ، فى وضع أثار المخاوف من إمكانية أن تزيد التوترات السياسية المتصاعدة من زعزعة الوضع الأمنى الهش فى البلاد.
وقالت الصحيفة أن محللين يربطون "المذبحة" الأخيرة بقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الشهر الماضى زيادة الضغط على باكستان ، التى ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها تدعم طالبان كـ "قوة وكيلة لها فى أفغانستان".
وأضافت أن المحليين يرون أن محاولة ترامب تحريك الحرب فى أفغانستان باتجاه التوصل إلى حل من خلال تعليق المساعدات الأمنية الأمريكية المقدمة لباكستان كانت بمثابة مراهنة.
وتابعت إنه لدى إعلان إدارة ترامب تعليق المساعدات، خشى كثير من المسؤولين الأفغان من حدوث تصعيد فورى للعنف كرد انتقامى من المسلحين على هذا القرار، وتساءلوا عما إذا كانت حكومتهم المضطربة بإمكانها تحمل هذه الضربات.