بينما تقترب الحملة الانتخابية الإيطالية إلى المرحلة النهائية، تظهر استطلاعات الرأى أن التصويت المقرر فى 4 مارس المقبل، ربما يسفر عن برلمان معلق، حيث تسبب القانون الإنتخابى الجديد والملايين من الناخبين المترددين فى جعل هذه الإنتخابات من الأكثر التى لا يمكن التنبوء بها فى إيطاليا منذ سنوات.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن استطلاعات الرأى، أمس الجمعة، تظهر أن التصويت من المرجح ألا يسفر عن أغلبية صريحة من داخل البرلمان، حيث لا تبدى أى الكتل السياسية الرئيسية الثلاث القدرة على تحقيق الأغلبية. حيث بدت استطلاعات الرأى تحذر من أكثر الانتخابات غموضا فى إيطاليا منذ عقود.
وتشير الصحيفة إلى عدة عوامل وراء ذلك، فكما هو الحال فى بلدان أوروبية أخرى، فإن أصوات الناخبين تتفتت،حيث تفقد الأحزاب الرئيسية الناخبين وتظهر أحزاب جديدة. فالاستياء العام من النظام السياسى يمتد عميقا فى إيطاليا، التى لم تستفد بقوة مثل غيرها من البلدان الأوروبية من الانتعاش الاقتصادى العالمى مما يجعل مجموعة كبيرة من الناخبين، الذين يشكلون أكثر من الثلث أى حوالى 10 ملايين شخص، لم يقرروا بعد ما إذا كانوا سيشاركون فى التصويت ومن الذين سيصوتون له، ذلك بحسب استطلاعات رأى جديدة.
ووفقا لاستطلاع للرأى أجرته مؤسسة "إندكس ريسيرش"، فإن تحالف يمين الوسط برئاسة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلوسكونى سيحصل على 38% من الأصوات، تليها حركة 5 نجوم بنتيجة 28% من الأصوات، فيما يأتى الحزب الديمقراطى الحاكم، يسار الوسط، وراءهم فى المركز الثالث بنسبة 23% من الأصوات المفترضة.
وفيما من المرجح ألا يصل أيا من الأحزاب للأغلبية، تتركز التكهنات حول إمكانية تشكيل ائتلاف كبير بين الحزب الديمقراطى وحزب فورزا إيطاليا الذى يتزعمه بيرلسكونى. ومع ذلك، وجد الاستطلاع أن الحزبين معا سيفشلان فى الوصول إلى الأغلبية. وتحاول الأحزاب حاليا التأثير على الناخبين الذين لم يقرروا أصواتهم، وذلك من خلال إثارة الخطابات الخاصة بالقضايا الساخنة، بما فى ذلك ارتفاع معدل الضرائب فى البلاد والهجرة والقانون والنظام.
وشددت بعض الأحزاب على رسالتهم المناهضة للهجرة بعد أن قام رجل إيطالى باطلاق النار فى وسط إيطاليا، مما أسفر عن إصابة ستة مهاجرين أفارقة، قبل أن يخرج من سيارته ويؤدى التحية الفاشية. وشهدت إيطاليا مئات الآلاف من المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا الذين وصلوا إليها فى السنوات الخمس الماضية.