عام على رحيل أومبرتو إيكو.. الأب الروحى لـ دان براون

فى مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا أومبرتو إيكو، الفيلسوف الإيطالى، والروائى والباحث فى القرون الوسطى (5 يناير 1932 - 19 فبراير 2016)، صاحب الرواية الشهيرة "اسم الوردة"، ومقالاته العديد، الذى يعد أحد أهم النقاد الدلاليين فى العالم. فى عام 1988 أصدر أومبرتو إيكو روايته الثانية "بندول فوكو"، التى لم تحظ بشهرة واسعة مثلما حظيت "اسم الوردة" بهذه المكانة العالمية، وفى عام 2003 أصدر الكاتب الأمريكى الشهير دان براون روايته "شفيرة دافنشى"، ومن هنا عادت رواية أومبرتو إيكو إلى الظهور مرة ثانية، فلماذا؟!. بعد صدور رواية "شفيرة دافنشى"، رأى العديد من النقاد الأجانب أن دان براون تأثر تأثرًا واضحًا برواية "بندول فوكو" التى تناقش المؤامرات الكونية. يقول الكاتب الكبير إبراهيم العريس فى مقال له بعنوان "بندول فوكو" لأمبرتو إيكو: حين يتسلى الفيلسوف بـ"المؤامرة الكونية": "لا شك فى أن من يحاول ترجمة رواية "بندول فوكو" الإيطالية إلى العربية، سيحتاج إلى أضعاف ذلك من الهوامش والملاحظات، كى يُفهم القارئ العربى كل ما تتحدث عنه هذه الرواية إذ يقرأها فى نحو السبعمائة صفحة ونيف التى تتألف منها واحدة من أصعب وأعقد الروايات فى الأدب الإيطالى الحديث". أما المترجمة أمانى فوزى حبشى، والتى قامت بترجمة الراوية نفسها، وأصدرها المركز القومى للترجمة، فتشير فى مقدمتها إلى أنها فضلت ترجمة رواية "بندول فوكو" دون الاعتماد على هوامش، على الرغم من أنها تحتوى على العديد من الأسماء التاريخية والحركات الدينية والسياسية، والتى يتضح وجود تفسير لها فى سياق الرواية، وذلك لكى لا تعطل الهوامش متعة البحث لدى القارئ والتى تميز قراءة عمل مركب مثل هذا يحتوى على معلومات لا نهاية لها عن العوالم الغامضة والسفلية. ومما قاله إبراهيم العريس، وأمانى فوزى حبشى، يتضح لنا - ربما - أحد الجوانب التى كانت سببًا فى عدم شهرة الرواية، ألا وهو عالمها المركب والاعتماد على الهوامش والبحث أثناء القراءة، وهى من الأمور التى ربما تنفر بعض القراء من كتاب ما، وما يؤكد هذه الرؤية ما قاله الكاتب الإنجليزي الراحل أنطونى بارغس، الذي كان من أوائل قراء ونقاد "بندول فوكو"، والذى اقترح أن يتم إرفاق قاموس للرموز والمصطلحات الكابالية وأفكار السحر والخيمياء وما إلى ذلك، لأنه من دون مثل هذا القاموس لن يفهم من الرواية شىء، لا من قبل القارئ العادى ولا حتى من قبل النخبوى. ومع هذا، من دون قاموس فقد قرئت الرواية. بنى أومبرتو إيكو روايته الثانية "بندول فوكو" على لعبة يقوم بها ثلاثة من محررى الكتب يعملون فى دار صغيرة للنشر فى ميلانو، ليجدوها لاحقًا لعبة تنقلب عليهم، إذ يجد القارئ نفسه أمام عدة كتب فى رواية، تستعرض معارف متنوعة من ثقافات مختلفة، تنطلق من أوروبا فى العصور الوسطى إلى البرازيل حيث الديانات الأفريقية ثم إلى الشرق الأوسط حيث الحروب الصليبية وجماعة الحشاشين. تدور أحداث "بندول فوكو" فى إحدى دور النشر، على مدار عشرين عامًا، يتابع خلالها القارئ رغبة المحررين فى تأليف مخطوطة تأسيس العالم، لتبرر أحداث التاريخ، ووجود البشر على سطح الأرض، فتقودهم إلى مواجهات سواء على المستوى الخارجى أو الداخلى، منها مواجهات مع جماعات منحرفة أو متطرفة تبحث لنفسها عن غرض، ومواجهة مع النفس لفحص أسباب تلك الرغبة فى ابتداع الخطة. وإذا كنت من قراء روايات دان براون، ونقول قراء وليس من مشاهدى الأفلام المأخوذة عن الروايات، فلاشك أن كلما تعمقت فى قراءة السطور السابقة، ستدرك إلى أى مدى تأثر دان براون برواية "بندول فوكو"، وأصبح أومبرتو إيكو الأب الروحى له، وهو ما يتجلى فى رواياته والتى من بينها الصادرة حديثًا "الأصل"، والتى تحاول الإجابة على سؤال: من أين أيتنا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟. ولد إمبرتو إيكو فى مدينة ألساندريا بإقليم بييمونتي، وكان والده جوليو مُحاسباً قبل أن تستدعيه الحكومة للخدمة فى ثلاث حروب. خلال الحرب العالمية الثانية، انتقلت والدة أومبرتو، جيوفانا، مع ابنها إلى قرية صغيرة في حيد بييمونتي الجبلى. أخذ اسم عائلته إكو (Eco) من الحروف الأولى للعبارة اللاتينية ex coelis oblatus هبة السماء، ومُنح لجده الذي كان لقيطاً من قبل مكتب المدينة. كان أبوه ابناً لعائلة فيها ثلاثة عشر ابناً آخرين، وحاول دفعه لأن يصبح محامياً، غير أنه انتسب إلى جامعة تورينو لدراسة فلسفة القرون الوسطى والأدب. كتب أطروحته حول توما الأكويني، وحصل على دكتوراه في الفلسفة في 1954، وخلال هذا الوقت، هجر "إيكو" الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بعد أزمة إيمان. عمل إكو محرراً ثقافياً للتلفزيون والإذاعة الفرنسية، وحاضر فى جامعة تورينو. كما صادق مجموعة من الرسامين والموسيقيين والكتاب فى الإذاعة والتلفزيون الفرنسيين الأمر الذى أثر على مهنته ككاتب فيما بعد. خصوصاً بعد نشر كتابه الأول مشكلة الجمال عند توما الأكوينىIl Problema Estetico di San Tommaso الذى كان توسعة لأطروحة الدكتوراه خاصته. وفى سبتمبر 1962 تزوج أمبرتو إيكو من ريناتى رامج رسامة ألمانية، وفيما بعد نشر روايته الشهيرة والمعروفة بـ"اسم الوردة" نشرت سنة 1988 روايته المعروفة "بندول فوكو" والتي عليها وجه أيكو أزمة الدفع عن أعماله ولكن في هذا الرواية التي طرح فيها أيكو كل أفكاره حول السيمائيات ولكن ظلت هذه رواية في عزلة حتى نشر دان براون روايته "شفرية دفنشى" هذه تأثره إلى حد كبير كما قال النقاد برواية أيكو "بندول فوكو" والتى موضعها الرائيسى هو المؤامرات الكونية ومن ثم فى سنة 1994 كانت رويته التالية هى جزيرة اليوم السابق بعده سنة 2000 بودلينو وفى 2004 الشعلة الغامضة للملكة لوانا ثم تلها مقبرة براغ.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;