"أنا لا أعرف، بدقة، تاريخ ميلاد.. أو أعرف ثلاثة تواريخ لميلادى ولا أعرف أيهما أصح" هكذا قال اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية بعد سقوط الحكم الملكى لأسرة محمد على، بتنازل الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، عن عرشه لنجله فى 26 يوليو 1952، عن حيرته هو الشخصية عن تاريخ ميلاده التحديد، فأين ولد ومتى، هو ما جواب عليه فى مذكراته "كنت رئيسا لمصر".
ويوضح "نجيب" فى مذكراته أن هناك عدة تواريخ له، منها تاريخ 28 يونيو 1899، والذى دونه والده فى مفكراته، إلا لم يتأكد من كونه المقصود، بذلك التاريخ، بسبب وجود أخ أكبر له يدعى "عباس"، والثانى كان 19 فبراير 1901، (بعض المراجع التاريخية ترجعه إلى إنه 20 فبراير أيضًا)، لكنه عاد وأكد "وشك فيه أيضا لانه يخضع لتقديرات الأخرين، والتى يسمونها عملية "التسنين" "فى إشارة القسم الطبى بالجيش"، وكان آخر تلك الأرقام، وهو الأقرب للصحيح، هو 7 يوليو 1902، وهنا يوضح أنه يطمئن لهذا التاريخ لأنه مأخوذ من تاريخ ميلاد أحد أقاربه، أكد له أحد كبار العائلة أنه يصغره بأربعين يوما.
ويشير "نجيب"، الذى ولد فى العاصمة السودانية الخرطوم، لأم سودانية، جدتها كانت مصرية من مدينة المحلة وجدها كان ضابطًا فى الجيش برتبة أميرالاى، كان اسمه محمد عثمان بك، وقائد حامية بوابة المسلمية فى الخرطوم، تم تحويل بيته فيما بعد إلى مضيفه لإكرام العربان.
وعن هذه المضيفة يكشف "نجيب" إنها كانت السبب التى أنقدت جده، عندما قيام الثورة المهدية فى السودان فى 26 يناير 1885، من التنكيل والذبح. وذلك بعدما رفض جده الهروب بعد قيام الثورة، وبقى هو وإخوته الذين كانوا ضباط أيضا، للدفاع عن بيتهم، وأوصهم بقتل أفراد الأسرة إذا سقطت الخرطوم حتى يتجنبوا الأسر والمهانه من قبل العدو، لكن هذا لم يحدث.
كانا من ضمن أمراء جيش المهدى اثنان من العربان كانا ينزلان فى مضيفة جده، فما أن وصلا إلى البيت فرفعوا عليه راية بيضا، بأمر من محمد المهدى، فاصبحت الدار حرمًا لا ينتهك وأصبح أهلها فى مأمن من أى اعتداء.