كشف الدكتور جمال مصطفى، المشرف العام على منطقة آثار جنوب القاهرة، عن أن الأثريين والمرممين بوزارة الآثار اجتمعوا على إنقاذ أهم الشواهد الأثرية ضريح سيدى على زين العابدين، بمنطقة السيدة زينب، الذى تم افتتاحه صباح اليوم، وكانت المفاجأة فى اكتشاف شريط كتابى مزخرف بالفضة يعود إلى عصر الإنشاء "العصر الفاطمى".
وأوضح الدكتور جمال مصطفى، أن المرممين تمكنوا من إزالة الطبقات التى كانت تعلوه ليكون شاهدًا على عظمة الفنان المصرى فى العصر الفاطمى، ليخرج الضريح بالصورة التى تليق به، وقال: هكذا يكون العمل الجماعى لحماية الآثار.
حضر فعاليات الافتتاح، العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، وحسين رفاعى رئيس قطاع التمويل، والشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف، والشيخ طارق ياسين شيخ الطريقة الرفاعية، وغريب سنبل رئيس الإدارة المركزية لصيانة وترميم الآثار، والدكتور جمال مصطفى المشرف العام على منطقة آثار جنوب القاهرة. بالإضافة إلى عدد كبير من مسئولى وزارة الآثار والأوقاف ومحافظة القاهرة وشرطة السياحة والآثار.
وقال محمد عبد اللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إن المشروع تضمن إجراء أعمال الترميم الدقيق والذى اشتمل على ترميم المقصورة النحاسية بالضريح وإعادة تنظيفها بما يتفق مع قيمتها الأثرية والفنية، بالإضافة إلى أعمال الترميم الخاصة بالمقصورة الخشبية الداخلية حيث تم إزالة الدهانات المستحدثة وفك وتركيب الأجزاء الخشبية والزجاجية والرخامية والنحاسية وترميمها وإعادتها إلى أماكنها.
ومن جانبه أوضح سنبل، أن أعمال الترميم تم بخبرة مصرية خالصة من أبناء إدارة الترميم الدقيق بوزارة الآثار بعد دراسة المواد المستخدمة والأصول الأثرية مما كان له اكبر الأثر فى انجاز العمل فى فترة لم تتجاوز 10 اشهر وبمستوى تقنى عالى يتفق مع المعايير العالمية فى مجال ترميم .
وعن تاريخ الانشائى للمسجد أوضح الدكتور جمال مصطفى، أن المسجد يرجع إلى العصر الفاطمي، وقد اندثرت عمارته القديمة بشكل كامل عدا عقد الردهة الداخلية والتى تظهر عليها كتابات تاريخية ترجع الى سنه549 هـــ / 1154 م، وفى عهد الوالى العثمانى حسن باشا السلحدان قام بإعادة بنائه الأمير عثمان اغا مستحفظان وانشأ به مقبرة له ولزوجته وذلك فى عام 1280 هــ / 1863 م، وفى عهد الخديوى إسماعيل قام محمد باشا بتجديد المسجد وبناء مقصورة حديدية به، وفى عام 1304 هـ / 1886 م قام عبد الواحد التازى بكسوة عتب باب القبة بالقيشانى، كما قام الملك فاروق الأول بتجديد واجهة المسجد تجديدا شاملا حافظ خلاله على بابه القديم وتفاصيله الاثرية ونصوصه التاريخة وذلك فى عام 1364 هـ / 1944 م، وقد تم عمل توسعه ومشروع تطوير كامل للمسجد فى عام 1999م
وأوضح أحمد النمر عضو المكتب العلمى بمكتب وزير الآثار، أن المسجد له واجهة رئيسية واحدة من الناحية الشمالية الغربية تطل على شارع سيدى على زين العابدين، وهى واجهة من الحجر الفص يتوجها صف من الشرفات المصصمه على هئية الورقة النباتية الثلاثية فى طرفها الغربى مدخل رئيسى مبنى من الحجر الغائر، كما يحمل العتب الرخامى الظاهر كتابات نسخية مستحدثة ،وحول هذا العتب افريز خشبى من الزخرفة يليه منطقة مستطيلة تتضمن النص التأسيسى وهو هذا مشهد إمام على زين العابدين بن الأمام حسين على عمر بن عبد المطلب.