"هى أعظم مُدُن ما وراء النهر وأجلها، وكانت قاعدة ملك الأمارة السامانية" هكذا قال عنها الرحالة العربى ياقوت الحموى عن مدينة بخارى الأوزبكية، وإحدى أقدم مدن دولة أوزبكستان الأسيوية، والموجودة على قائمة اليونسكو للتراث العالمى.
وتمر اليوم ذكرى سقوط مدينة بخارى أمام قوات المغول بقيادة جنكيز خان بعد حصار دام ثلاثة أيام، حيث قام المغول بطرد أهل بخارى، وقتلوا من بقى بداخل المدينة وأنهوا عملهم الوحشى بإحراق المدينة، وذلك فى 10 مارس 1220م.
وخلال السطور التالية نوضح عدد من المعلومات التاريخية عن المدينة.
س: أين تقع مدينة بخارى؟
ج: تقع مدينة بخارى فى دولة أوزبكستان فى وسط واحة كبيرة على المجرى الأدنى لنهر زرفشان، وعلى ارتفاع نحو 220 متر فوق سطح البحر وعلى خط الطول 64 درجة و38 دقيقة شرق غرينتش وخط العرض 39 درجة و43 دقيقة شمال خط الاستواء. وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر.
س: متى تأسست مدينة بخارى؟
ج: تأسست مدينة بخارى بشكل رسمى فى عام 500 قبل الميلاد فى المنطقة المسماة آرك. وعلى الرغم من ذلك فقد سكنت واحة بخارى منذ زمن أقدم بكثير. يربط الأثرى الروسى كوزمينا حضارة زمان-بابا التي وجدت في واحة بخارى منذ الألف الثالثة قبل الميلاد بانتشار الهنود الإيرانيين عبر آسيا الوسطى.
س: لماذا سميت بهذا الاسم؟
يرجع البعض اسم المدينة على إنها كلمة مشتقّة من (بخر) الكلمة التتاريّة المغوليّة التركيّة التي حكموها في تلك الفترة، ومعناها الصومعة أو الدير؛ حيث وُجد معبدٌ كبيرٌ للبوذيين فيها، كما تُطلق عليها أسماء أخرى مثل: أرض النحاس، وبخارى الشريفة، ومدينة التجار، وبخارى العظيمة. وقد رجّح الدارسون أنّ كلمة بخارى مشتقّة من كلمة بخار عند المغول التتار، ومعناها العلم الكثير.
س: ما أبرز معالم المدينة السياحية؟
ج: يوجد بالمدينة أكثر من 140 أثرا من أبرزها "قُبة السامانيين، مسجد نمازكاه الذي شيد في القرن السادس الهجرى، مئذنة كاليان، التي أقامها أرسلان خان سنة 1127 م، مسجد بلند، ضريح البخارى، حوض "ماء لب": الذي شُيِّد بأمر أحد مسئولي بخارى، والحوض يكسوه الحجر الجيري، وحوله حدائق غنَّاء.
س: من أهم الشخصيات التاريخية من أبناء مدينة بخارى؟
ج: خرج من مدينة بخارى العديد من العلماء والشخصيات التاريخية من أبرزهم "البخارى، الزمخشرى، علاء الدين البخارى، ابن سينا البلخى، أبو زكرياء البخارى، بهاء الدين النقشبند، أبو على البلعمى، محمد عوفى، صدر الدين عينى، محمد أحمد البخارى".
س: متى فتح المسلمون مدينة بخارى؟
ج: أغلب الروايات تتفق على أن أول من اجتاز النهر من المسلمين إلى جبال بخارى هو عبيد الله بن زياد والي خراسان سنة 54 هـ / 674 م، وكان على عرش بخارى في ذلك الوقت أرملة أميرها التي تجمع أغلب المصادر على تسميتها «خاتون» وهو لفظ تركي معناه «السيدة»، وقد أرسلت خاتون إلى الترك تستمدهم فلقيهم المسلمون وهزموهم، فطلبت خاتون الصلح والأمان فصالحها عبيد الله بن زياد على ألف ألف درهم. ثم ولَّى الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41- 60 هـ/687- 706 م)سعيد بن عثمان بن عفان خراسان سنة 56 هـ، فقطع النهر وغزا سمرقند وحملت خاتون إليه الأتاوى وأعانته بأهل بخارى، ويذكر النرشخى (286- 348 هـ/899- 959 م) أن «خاتون» حكمت 15 سنة بوصفها وصية على ابنها القاصر طغشاده.