"وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ/ لا تَنْسَ قوتَ الحمام/ وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تنس مَنْ يطلبون السلام/ وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ/ مَنْ يرضَعُون الغمامٍ/ وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ/ لا تنس شعب الخيامْ/ وأنت تنام وتُحصى الكواكبَ، فكِّر بغيرك/ ثمّة منْ لم يجد حيزاً للمنام/ وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك/ من فقدوا حقَّهم فى الكلام/ وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك/ قُلْ: ليتنى شمعةُ فى الظلام"، هكذا وصف الشاعر الفلسطينى محمود درويش مأساة شعبه الفلسطينى، فى قصيدته "فكر بغيرك"، والتى تسببت، مؤخرا، فى غضب ميرى ريجيف، وزيرة الثقافة الإسرائيلية.
ورغم غيابه منذ ما يقرب من عشرة سنوات، لكن "درويش" ظل حاضرا ومقاوما ومناضلا بأشعاره وقصائده الوطنية، شاعر الأرض الفلسطينية والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ77، إذا ولد فى 13 مارس 1941، استمر يغضب الكيان الصهيونى، رغم وفاته فى 9 أغسطس 2008، بجانب أشعاره كانت مواقفه وبينها بالتأكيد صياغته لوثيقة الاستقلال الوطنى الفلسطينى التى أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 فى الجزائر.
ففى 21 يونيو من عام 2016، أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانا قالت فيه إن وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، استدعى مدير إذاعة الجيش يورام ديكيل للتنديد ببث الإذاعة برنامجا عن الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش، الذى يعد أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب فى العصر الحديث، وارتبطت شهرته لفترة طويلة بحركة المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، واصفا أشعاره بأنها تؤجج الإرهاب ضد بلاده، كما ذكر موقع فرانس 24.
وفى الشهر نفسه كانت "درويش" آثار غضب اليمين الإسرائيلى للمرة الثانية، بعدما احتفى متحف حيفا، بإقامة أمسية تحمل عنوان "عائد إلى حيفا"، وهو ما أدى استياء نشطاء اليمين الإسرائيلى، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وفى سبتمبر من العام ذاته غادرت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميرى ريغيف حفل توزيع جوائز للإنتاج السينمائى جنوب إسرائيل احتجاجا، بعد أن أدى مغنى الراب العربى تامر نفار أغنية مستمدة من قصيدة شهيرة للشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش.
وفى يونيو 2017، عادت الوزيرة نفسها "ميرى ريجبف" مرة أخرى للتعنت مع كل ما يتعلق بالشاعر العربى الكبير محمود درويش، فقد أبدت استياءها من المغنية ميرا عوض بعدما أعلنت عن نيّتها أن تغنى أغنية "فكر بغيرك" المأخوذة عن قصيدة للشاعر الفلسطينى محمود درويش، حيث أبلغت إدارة جمعية المبدعين أنّ هذا استفزازى برأيها، وأوضحت مصادر مقرّبة منها أنّ "هذه محاوَلة تتّسم بعدم الاحترام وعدم المراعاة يُحاوَل فيها إدخال نصوص لدرويش من الباب الخلفى".