معرض "الحياة فى الموت: الدولة الوسطى فى دير البرشا"، بالمتحف المصرى بالتحرير، ويضم 70 قطعة أثرية من مكتشفات حفائر منطقة دير البرشا، يستمر لمدة شهر.
عرض من محتويات المعرض "الحياة فى الموت: الدولة الوسطى فى دير البرشا"، العديد فى قاعات المتحف المصرى، بالإضافة مجموعة أخرى مختارة من المخزن المتحفى للمتحف، وهى عبارة عن مجموعة من الأثاث الجنائزى لمقابر الحكام والنبلاء فى دير البرشا خلال عصر الدولة الوسطى، والتى تتمثل فى آثار من مقبرة سبى الأول والثالث ونحرى الأول وهى مجموعة من التوابيت الخشبية مستطيلة الشكل تتضح فيها الخصائص الفنية العالية والمميزة لدير البرشا وهى منقوشة بنصوص دينية جنائزية معروفة بإسم نصوص التوابيت التى تساعد المتوفى خلال رحلته فى العالم الآخر.
كما يتم عرض نماذج خشبية تصور الحياة اليومية مثل إنتاج الطعام والشراب والتى يمكن للمتوفى أن يستفيد منها فى العالم الآخر، ونوع خاص من أطباق القرابين المصنوعة من الكارتوناج الذى يتكون من طبقة من الجص الملون يغطى نسيج داخلى موجود به قرابين مصنوعة أيضاً من الكارتوناج الملون وتتميز بدقة التفاصيل.
ويأتى هذا المعرض بالتعاون بين وزارة الآثار، والمعهد الهولندى الفلمنكى بالقاهرة، وجامعة لوڤان الكاثوليكية البلجيكية وجامعة ماينز الألمانيا، وذلك بمناسبة الإحتفال بمرور 120 عاماً على الإكتشافات الأثرية بمنطقة دير البرشا.
يذكر أن منطقة دير البرشا تقع على بعد 280 كم جنوب القاهرة وقد استخدمت كجبانة خلال عصر الدولة الوسطى (2055-1650 ق.م) لحكام الأشمونين، حيث شيد الحكام مقابر مزخرفة بإتقان أعلى التل الشمالي لمنحدرات الصحراء الشرقية، بينما دُفن كبار الموظفين في مقابر بالقرب من حكامهم.
بدأت الحفائر فى دير البرشا عام 1897 على يد عالم الآثار الفرنسي چورچ دارسي (1864- 1938) من خلال مصلحة الآثار المصرية. يُعد أبهى اكتشاف له هو حجرة دفن سپى الثالت التى وجدت سليمة لم تمس. استكمل أحمد باشا كمال أول عالم مصريات مصرى العمل فى دير البرشا فى الفترة من 1900 – 1902 التي أسفرت عن كشف العديد من مقابر النبلاء على التل الشمالي، بما فيه حكام الأقاليم أمنمحات ونحرى الأول. واكتشف كلا من العالمين دارسى وكمال خلال حفائرهم مجموعة مبهرة من الأثاث الجنائزى المميز للدولة الوسطى مثل النماذج الخشبية والتوابيت المزخرفة، والتى تم ايداع معظمها بالمتحف المصرى.
كما قام عالم المصريات چورچ أندرو رايزنر بالحفائر لمدة شهرين فى دير البرشا عام 1915. ويعد أهم اكتشاف له هو المقبرة التي لم تمس تقريباً للحاكم چحوتي نخت الرابع أو الخامس "مقبرة 10A".منذ عام 2002 تابعت جامعة لوڤان الكاثوليكية الحفائر فى نفس الموقع، ومنذ عام 2009 قامت جامعة لوڤان بالتعاون مع جامعة ماينز يوهانس– جوتنبرج الألمانية بالعمل فى خمسة مقابر أمام مقبرة الحاكم جحوتى حتب.