بمجرد بدء تصوير فيلم "شىء من الخوف" المأخوذ من الرواية التى تحمل نفس الاسم للروائى الراحل ثروث أباظة، والذى عرض سنة 1969 تم توجيه اتهام بإن الفيلم يحمل إساءة للرئيس جمال عبد الناصر، ومجلس قيادة الثورة.
ويحكى ثروت أباظة، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله السادسة عشر، إذ رحل فى 17 مارس 2002، عن عمر ناهز حينها 74 عاما، فى كتابه "ذكريات لا مذكرات" عن الشخص الذى وقف خلف اتهام الفيلم الذى كتب السيناريو الخاص به السيناريست صبرى عزت، بينما قام الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى بكتابه الحوار، بالإساءة إلى السلطة قائلا "قبل أن يتم السيناريو، تبرع صديق بمكتب الدكتور ثروث عكاشة، وزير الثقافة، فى ذلك الحين بكتابة تقرير للوزير أن الرواية مقصود بها رئيس الجمهورية وأنها هجوم عنيف عليه وعلى الحكم جميعا.
قبل أن يضيف "ويشاء الله أن يكون نجيب محفوظ هو مستشار الوزير للشئون الفنية، فكان طبيعى أن يرسل الوزير ملخص الرواية والتقرير إليه، وكتب رأيه بمنتهى الأمانة والصدق مع النفس مؤكدا أنها رواية وطنية.
الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، تحدث أيضا عن تلك الواقعة، خلال كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير رجاء النقاش، قائلا "بالنسبة لرواية شىء من الخوف فإن عبد المنعم الصاوى الذى كان وكيلا لوزارة الثقافة فى ذلك الوقت هو الذى لفت أنظار السلطة إليها، وأكد أن ثروت أباطة يقصد الرئيس عبد الناصر، بشخصية عتريس فى الرواية، وأن زواجه من فؤاده التى تجسد (مصر)، باطل، وعندما شاهد عبد الناصر الفيلم سمح بعرضه فورا، وقال جملة مشهورة لا أنسها (لو إحنا الحرامية، وأنا عتريس يبقى مانستاهلش نقعد فى الحكم".