كنوز الحضارة المصرية القديمة محل أبحاث وتجارب الأزمنة الماضية والآتية فهى تكشف عن مدى براعتها من وقت للآخر، ونظرا لأهميتها يقوم عدد كبير من العلماء بتدشين مشروع لترجمة عدد كبير من البرديات وتخزينها فى قاعدة بيانات ضخمة.
ويرجع اكتشاف تلك الوثائق التى يرجع عمرها لــ2000 سنة، إلى أكثر من مائة عام، وذلك فى المدينة المصرية القديمة "أوكسيرينخوس" البهنسة بمحافظة المنيا فى عام 1897، عند طريق عمال الحياة اليومية القديمة "عمال النظافة فى الوقت الحاضر"، داخل كتل من القمامة آنذاك، ويبلغ عدد الوثائق إلى ما يقرب النصف مليون وثيقة، هذا بالإضافة إلى أن الاكتشاف تضمن مئات الآلاف من الشظايا البرديات اليونانية، وجاء ذلك بحسب ما ذكر صحيفة "الديلى ميل" البريطانية.
وتتضمن البرديات خطاب مفقود منذ زمن طويل عن قصة سيدنا موسى على أوراق مترجمة حديثا، بالإضافة لوثائق تعريفية لمعنى اسم موسى، متناوله قصة حياتة منذ أن عثر عليه على ضفة النهر، وأيضا بردية تحكى مأساة الطراز اليونانى حول طبيعة الكتاب المقدس خلال القرن الثانى الميلادى، بالإضافة إلى 24 نصا طبيا قديما نشر للمرة الأولى فى العام الماضى.
ويشار إلى أن اللغة المكتوبة هى اللغة اليونانية، ومن بين الوصفات الطبية التى تم ترجمتها، هى كيفية التصدى لحالات السكر من خلال أوراق شجيرة تسمى شامندى.
ويقول أحد العلماء المتحمسين للمشروع، إن بعض بقايا البرديات تشير إلى الأنجيل المفقود وقصص عن يسوع، موضحا أن المشروع سيكون بمثابة فتح نافذة على حياة القديمة اليونانية الرومانية فى مصر.
وأضاف العالم الدكتور كريس لينتو، من إدارة جامعة أكسفورد الفيزياء، أنه تم اكتشاف الكنز الدفين من خلال إعادة تدوير القمامة، لافتا إلى أنه تم كتابة النصوص باللغة اليونانية، حيث كانت مصر تحت سيطرة فئة المستوطنين اليونانية.
وأكد "لينتو" أن العديد من البرديات لم تقرأ لأكثر من ألف سنة، وأن العلماء منذ قديم الزمن عثروا على مجموعة متنوعة من الأفكار الرائعة عن الحياة اليومية القديمة، ويبين المشروع أن الجمهور يمكنه مساعدة الفريق، المتآلف من جمعية استكشاف مصرية، وفريق فى قسم جامعة أكسفورد للفيزياء، ويوضح المشروع أن يمكن لأى شخص تقديم مساهمة حقيقة للبحث.. ويعتقد العلماء أنهم بحاجة فى المتوسط ما بين ثلاثة إلى خمسة أشخاص للنظر فى كل جزء عن الحياة اليومية اليونانية القديمة وتدوينها.