قرأت لك.. "القاهرة وما فيها" مكاوى سعيد يرثى شوارع وسط البلد فى آخر ما كتب

قبل رحليه بأيام، كان الكاتب الكبير مكاوى سعيد قد استكمل مشروعه "القاهرة وما فيها"، وهو المشروع الذى بدأه فى كتابيه الشهيرين "مقتنيات وسط البلد" 2008، و"كراسة التحرير" 2012، حيث الشغف بكتابة التاريخ غير الرسمى لمنطقة وسط البلد فى القاهرة، إلى جانب النبش فى الذاكرة الشخصية لقاطنيها انطلاقا من خبرة مباشرة امتلكها الكاتب من العيش داخل المكان. لم يتناول مكاوى سعيد فى كتابه "القاهرة وما فيها" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، أحداثا تاريخية بعينها ولا حوادث سارة أو مفجعة بذاتها، إنما هو يجرى كمياه المطر كيفما اتفق، بما يحويه من مقالات وتدوينات الكتب والأخبار. وفى كتاب "القاهرة وما فيها" سيجد القارئ معلومات غير معروفة لغير المختصين وصورا نادرة للتدليل عليها. ويرثى صاحب "فئران السفينة" مدينته التى عاشت تدهورا بالغا عبر قرن من الزمان كما يتحسر من طريقة تعاملنا مع الأرشيف ومحتوياته، سواء تمثلت فى الصحف والدوريات أو الصور أو الافلام السينمائية، مؤكدا أن كتابه أقرب لمواجهة مع حالة الفقد والضياع التى تعانيها "ذكرياتنا وتواريخنا الشفهية وحواديتنا. ولا يكتفى الكتاب باستعادة تاريخ المدينة من خلال التوقف أمام علاماتها المميزة مثل: بركة الأزبكية وقصر عابدين فقط، وإنما يستكمله بتخليد أيقوناتها من المشهورين والمغمورين ويتوقف أمام شخصيات مثل: أم كلثوم ومحمد فوزى وعبد الفتاح القصرى وتحية كاريوكا ونجيب الريحانى وزكريا احمد ومحمد القصبجى وسامية جمال وأنور وجدى وعلى باشا مبارك عبر مشاهد ويوميات وطرائف تاريخية يتفاوت حجمها فى الكتاب، لكن المؤلف كتبها بلغة بسيطة حافظ فيها على دقة المعلومات التاريخية وتوثيقها الى جانب الحس الساخر الذى ظل يرافقه حتى ساعاته الأخيرة. كان مكاوى سعيد قد انتهى من العمل على كتاب "القاهرة وما فيها" قبيل وفاته بأيام وراجع مسودته الأخيرة مع الناشر، لكنه لم يتمكن من كتابة الإهداء، وأعد مقدمة كشف فيها أسرار ولعه بالمدينة وسر شغفه بالكتابة عنها، وقال إنه كتب الكتاب "امتنانا لهذه البقعة المباركة، التى عشنا فيها وتنسمنا نسيمها وارتوينا من عشقها وعاصرنا تحولاتها وتأسينا على ما يجرى لها". جدير بالذكر أن نال مكاوى سعيد شهرة كبيرة فى السنوات العشر الأخيرة عقب وصول روايته "تغريدة البجعة" للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية "البوكر" فى دورتها الأولى فى العام 2007. ومثَّل رحيل مكاوى سعيد المفاجئ صدمة فى الأوساط الأدبية العربية، إذ اعتبره البعض "أحد أيقونات القاهرة"، ووصف بأنه "جبرتى" هذا الزمان. مكاوى سعيد كاتب وروائى وسيناريست مصرى وُلد فى القاهرة فى 6 يوليو 1956، بدأت رحلته مع الكتابة أواخر السبعينيات حين كان طالبا بكلية التجارة جامعة القاهرة، ونشرت عدة قصائد له فى مجلة صوت الجامعة وغيرها. وحصل على لقب شاعر الجامعة عام 1979، وعقب تخرجه فى الجامعة بدأ كتابة القصة القصيرة وكتابة سيناريوهات الافلام القصيرة، ومن أعماله البارزة: "الركض وراء الضوء"، "فئران السفينة"، "سرى الصغير"، "راكبة المقعد الخلفى". ونال الراحل العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية فى القصة وجائزة اتحاد الكتاب وجائزة ساويرس، فضلا عن جائزة سعاد الصباح التى نالها فى بداية حياته الأدبية منتصف الثمانينيات. صدر كتاب "القاهرة وما فيها" فى طبعة فاخرة من 488 صفحة ووُضعت صورة شخصية للمؤلف على الغلاف مهداة من الفنان عماد عبد الهادى.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;