فى يوم كذبة أبريل.. صدق أو لا تصدق.. عند المثقفين الكذب ضرورى أحيانا

يقولون إن "أجمل الشعر أكذبه"، وأن الكذب (الخيال) ضرورة فى الإبداع، والأدب هو سرد من خيال الأديب يغوص به فى عوالم وشخصيات رسمها هو وحده ربما من وقائع حقيقية حدثت أراد أن يتخيلها بشكل آخر، أو لتحليلها من واقع رويته الشخصية لها. ومع بداية أبريل من كل عام، حيث يكون أول ما يأتى من المزاح إلى الشخص "كذبة"، تعرف بـ"كذبة أبريل"، وفى هذا الإطار حاولنا التعرف أكثر على طقوس المبدعين فى الكتابة وعن خيالهم الأدبى، هل يعتبر كذب لتغير واقع حقيقى تم تبديله، أم الخيال ضرورى فى عالم الإبداع؟ الكاتب والروائى صبحى موسى يقول: فى بداية لابد من توضيح أن الكذب يكون المقصود به هو العمل الشرير، إذا نظرنا للأدب فما يحدث هو نوع من الخيال ليس المقصود الضرر، على أن يكون مقصودا به المتعة مثلما فى المسرح أو الرواية أو الشعر، والخيال مباح ومطلوب، فلا يمكنك مثلا التعامل مع خيال اليقظة أو أحلام الأطفال على أنه شىء شرير. وتساءل "موسى"، لماذا لا نعتبر الأول من أبريل هو عيد الأمنيات التى لم تتحقق، بدلاً من اعتباره يوما للكذب؟. ويوضح الروائى صبحى موسى، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الكاتب ينطلق من الواقع ويحاول الوصول إلى النموذج الأعلى، مثلما يحدث فى اختيار فتيات الإعلانات، أو كما يرسم الكاتب شخصًا شريرا يحاوله تصويره على أنه الأعلى فى الشر. وأشار "موسى" إلى أن المبالغة الفنية مطلوبة، وما يقدم يعتبر نوعا من المبالغة الفنية وليس كذبًا، فضلاً عن أن فى الأحداث التاريخية الغير مكتملة، يحاول الروائى أن يستكلمها ويسد ثغراتها من واقع رؤيته للتلك الأحداث. بينما قال الروائى أحمد القرملاوى: إن النص الروائى فى أساسه خيال، حتى وإن اعتمد على أحداث واقعية، يبقى دائمًا معتمدًا على خيال الكاتب، فأى شخص عندما يحكى أى واقعة حدثت لها، يكون سرده من واقع تجربته وانطباعته الشخصية عن الواقعة. ويضيف "القرملاوى"، أنه ربما تكون الكتابة الإبداعية ليست واقعية بشكل صريح، والأدب كله كذلك، على عكس الكتابة الصحفية التى تعتمد على الصدق أو الواقعية للتقرب أكثر القارئ. ويشير الروائى أحمد القرملاوى، أنه لا يعتبر الخيال كذبًا، بل هو محاولة لخلق واقع مغاير، واقع يتلاعب به الكاتب من واقع الحقيقة الذى يراها، يكون محاولة لخلق عالم موازٍ، وربما يكون محاولة للصدق أكثر. بيما قال الناقد الدكتور رضا عطية، إن مفهوم الكذب عند المبدع نسبى، لأنه يحاول السرد عن عالم الواقع ولكن من زاوية مغايرة، فالفن ليس تسجيل للواقع فقط. وأضاف "عطية"، أن الفن يقع فى منطقة وسط بين الصدق واللاصدق، ولذا لا نعتبر ما يقدمه المبدع كذبًا، لإنه مستمد من الواقع، فمثلاً الأماكن والشخوص التى توجد فى العمل الفنى، هى أماكن موجودة وربما لشخصيات موجودة فى مجتمعنا، لكنها ليست بالضرورة مطابقة لها. ويوضح الدكتور رضا عطية، أن الفن رغم أنه يستمد من الواقع لكن صياغته الفنية تـأتى من خلال لعبة يقوم بها المبدع، من خلال رؤيته ومنظوره، فالأدب يبدأ من الواقع إلى أن يتجاوزه، وجماليات الفن تلزمه بألايكون تسجيلا صريحا للواقع.








الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;