فى ذكرى ميلاده الـ 133.. هل تعلم أن أحمد حسن الزيات مكتشف نجيب محفوظ؟

المجلات الأدبية هى كلمة السر فى زمن مضى على ميلاد كتاب وأدباء كبار، فمنهم من كان يبحث عن فرصة لنشر قصته أو روايته فى إحدى المجلات الأدبية حتى يذاع سيطه ويصبح كاتبًا معروفًا داخل الأوساط الثقافية، وهذا ما فعله الكاتب الراحل أحمد حسن الزيات، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده إذ ولد فى 2 أبريل 1885 ورحل 12 مايو 1968، فهو أحد كبار رجال النهضة الثقافية فى مصر والعالم العربى. ويعد الزيات صاحب أسلوب خاص فى الكتابة حيث أنه يوصف بمهندس الكلمة، مثلما أطلق عليه أحد الباحثين عندما عقد مقارنة بينه وبين عباس محمود العقاد وطه حسين، فيقول: "والزيات أقوى الثلاثة أسلوبا، وأوضحهم بيانًا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظًا، يعنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتابنا فى عصرنا". ساهم أحمد حسن الزيات، فى ميلاد أدباء وكتاب كبار وذلك من خلال المجلات الأدبية التى دشنها بعد عودته من بغداد عام 1933، حيث كان يعمل أستاذًا فى دار المعلمين ببغداد، ولكنه ترك التدريس وانتقل للعمل فى الصحافة والأدب، وكانت أول نبتة هلى مجلة الرسالة. وأول إصدار من المجلة كان فى 15 يناير 1933، وكان لا يعمل أستاذ الجامعة أن تلك المجلة ستصبح لها أثرًا قويًا على الحركة الثقافية الأدبية فى مصر، حيث استمر إصدار المجلة لمدة 20 عامًا، فكانت فرصة لتسليط الضوء على الكتاب والشعراء من الجيل الجديد آنذاك، حيث حلت أزمة القراء الذين لم يجدوا ما يقرؤونه فى المجال الدبى والثقافة، كما حلت أيضًا أزمة الكتاب بعدم وجود مجلة تنشر أعمالهم، وبالفعل هؤلاء بنوا شهرتهم من خلال صفحات "الرسالة"، وبعد ذلك ودشن الزيات مجلة "الرواية" التى كانت تختص بنشر القصة القصيرة والرواية ويتم نشرها مسلسلة. وتم دمج مجلة "الرسالة" من "الرواية"، والتى كتب بها كتاب أصبحوا فيما بعد من أعلام الثقافة والأدب، فنشر بها الكاتب العالمى نجيب محفوظ أول قصه له بعنوان "ثمن الزوجة". وبعد 20 عام من إصدار مجلة الرسالة، وعامين من "الرواية" اضطر الزيات إلى التوقف عن إصدار "الرسالة الرواية" بسبب الظروف الاقتصادية، وتولى رئاسة مجلة الأزهر حاولت وزارة الإرشاد القومى إحياء "الرسالة" وعينت الزيات رئيسًا لتحريرها مرة أخرى، ولكن المحاولة لم تنجح لأن الزمن كان قد تغير، وأذواق القراء قد تطورت. كتب فى المجلة رموز الأدب العربى آنذاك منهم : طه حسين، عباس محمود العقاد، أحمد أمين، محمد فريد أبو حديد، أحمد زكى، مصطفى عبد الرازق، مصطفى صادق الرافعى.