هنا، فى مستشفى عين شمس التخصيصى، جاء العراب أحمد خالد توفيق، من مسقط رأسه فى طنطا، للاطئمنان على حالة قلبه الصحية، جاء ولم يكن يعلم وهو يخرج من بيته أنها اللحظات الأخيرة، وأنها مجيئه إلى القاهرة سيكون الأشد ألما بالنسبة لكل من أحبه كإنسان، وككاتب كبير.
لم يكن أحمد خالد توفيق، مجرد كاتب يحظى بشهرة كبيرة لما يكتبه وينال إعجاب القراء، بل كان بمثابة الأب الروحى للعديد من الكتاب الشباب، وكذلك القراء، وليس أدل على ذلك من ترجمة لهذه المحبة الكبيرة، العدد الكبير من الصفحات التى تحمل اسمه على مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا العدد الكبير أيضًا من القراء الذين يسافرون معه أينما ذهب ليتحدث فى ندوة، أو يقوم بتوقيع رواية جديدة.
فى مستشفى عين التخصيصى، تهافت جمهوره وأصدقائه، جاء كل منهم مهرولاً، بعد حالة من الارتباك شهدتها أبواب مستشفى الدمرداش، أو أكاديمية القلب المجاورة لها، ساعات لن ينساها حراس الأمن، كلما جاء إليهم أحد ليسألهم: "الدكتور أحمد خالد توفيق هنا" ليجيب بالنفى، حتى وصل الأمر بحراس الأمن، أنه كلما رأى أحدهم عددًا من الشباب يقتربون من الأبواب، قالوا له: "والله العظيم مش هنا"، إلى أن اهتدت خطواتهم وقلوبهم إلى اسم مستشفى عين شمس التخصيصى.
وهنا.. بكينا، وهنا.. توجعت قلوبنا لرحيل العراب أحمد خالد توفيق.