رحل أحمد خالد توفيق، مساء أمس، فى هدوء، هذا الهدوء كان من سماته، فالرجل كان يتحدث فى هدوء، ويجلس فى هدوء دون إزعاج للآخرين، كما اتسمت تصريحاته بعدم المشاكسة، فكان ينتقد بهدف الإصلاح وليس لنشوب معارك جدالية حوله مثلما يفعل الآخرون، وفى هذا التقرير نستعرض أبرز تصريحاته الصحفية لـ"انفراد"، والتى أجراها معه فى 2016.
انتشرت فى الآونة الأخير عبارة "نحن نعيش فى زمن الرواية"، فماذا كان رد فعل الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق فى هذا الأمر، قال: "إن هذه المقولة للدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، وأنا مؤمن بهذا، وأى ناشر فى الوقت الحالى يطلب منى رواية وليس مقالات أو قصصا قصيرة أو شعرا، وبالفعل ديوان الشعر يجد صعوبة كبيرة فى نشره".
أما عن المشهد الروائى المصرى والمشهد الروائى العربى، فرأى أحمد خالد توفيق، أن النموذج الروائى المصرى به نماذج مبهرة ومبهجة، لكن الأزمة أن هناك موضة تتمثل فى كتابة أدب الرعب، وحدثنى فى إحدى المرات أستاذ أدب أمريكى فقال لماذا تكتبون أدب الرعب فقط؟، فهو استنتج من ذلك من خلال عناوين الروايات، كما أن الوقت الحالى يستطيع أى شخص أن يقوم بنشر كتاب دون فحص، فمن لديه أى مبلغ مالى يستطيع أن يقوم بالنشر.
وحول حركة النقد فى مصر أكد أن حركة النقد فى الوقت الحالى متراجعة، وحركة النقد الانطباعية سيئة للغاية، فأقرأ أحيانا أن أحمد خالد توفيق سواق توك توك أو ميكروباص.
ظاهرة النشر على مواقع التواصل الاجتماعى منتشرة للغاية فى الوقت الحالى، وكان للراحل رأى خاص فى هذا الأمر قائلا: إن كل من ينشر على "الفيس بوك" يقول على نفسه كاتب، لكن نستطيع أن نقول إن العمل الحقيقى له معايير منها أن يدعو للتفكير، ويمتع القارئ، ويترك جزءا داخل المتلقى، من خلال شخصيته وعبارته، والرواية فن صعب لعدم وجود قواعد لها مثل القصة القصيرة، وحاولت أن أكتب كتابا عن قواعد الرواية وفشلت، رغم استعانتى بعدد من رواد النقد، لكن لم أستطع.
وحول معايشة الكاتب لعمله، قال "توفيق" هى نوع من الوسواس القهرى الذى يطاردك فيجعلك تفرغ ذلك على الورق، إضافة إلى استحضار طقوس الكتاب، فإذا جاءت هذه اللحظات فذلك حتما بداية رواية جديدة.