أقام المجلس الأعلى للثقافة، الندوة الثانية فى إطار سلسلة "إبداعات" الشهرية، وجاءت تحت عنوان: "قراءات قصَّصية"، وقد نظمتها لجنة القصة بالمجلس، ومقررها الروائى يوسف القعيد، وأدارها الكاتب والناقد الأدبى ربيع مفتاح، وشارك فيها الناقد الأدبى شوقى عبدالحميد، بالإضافة لثلاثة من كتاب القصة القصيرة وهم: أحمد لبيب شمس، والدكتورة عبير الحلوجى، وفاطمة وهيدى.
بدأ ربيع الحديث، مؤكدًا أن هذه الندوة، تضم ثلاثة أسماء سيكون لهم شأن كبير فى عالم القصة، ثم ذهبت الكلمة للكاتبة فاطمة وهيدى، التى بدورها قدمت قراءة لقصَّتيها القصيرتين: "الليالى العشر" و"رياح ماضٍ".
ثم عادت الكلمة للناقد ربيع مفتاح، الذى أوضح أن قصة "الليالى العشر"، اتسمت بمساحة كبيرة من الجرأة، التى جعلت قارئها يقف أمام اختيارين؛ إما أن يحجّم العمل ويصادر على ما به من جرأة وخروج عن الحدود المألوفة بداع أخلاقى أو دينى، أو أن نحتكم للمعيار الفنى وهو ما رجَّحه الناقد؛ مشيرًا إلى أن الأدب بشكل عام لا يقيَّم إلا بجودته الفنية، ولا ينبغى تكبيله وتقييده بمعايير أخرى.
ومن جانبه أبدى الناقد الأدبى شوقى عبد الحميد إعجابه بقصة "رياح ماضٍ"، للكاتبة فاطمة وهيدى، موضحًا أنها تميزت بتجسيد لحظات عميقة لحالة إنسانية، مما يجعلها أقرب لأن تكون قصة قصيرة جدًا. أما قصة "الليالى العشر"، فقد جعلت الكاتبة قارئها يقف فى نهاية القصة أمام مفاجأة صادمة.
ثم قدمت الدكتورة عبير الحلوجى قراءة لقصتيها: "النسر يحلق مذبوحًا"، و"انتهاك"، وعلق ربيع مفتاح على أسلوبها، مشيرًا إلى أنه تميز بقدر كبير من التراكيب اللُغوية غير العادية، التى استهوتها بشكل لافت يلحظه قارئها بوضوح، وحول قصة "انتهاك" أشار أن روعتها تكمن فى انكسار شخصيتها المركزية، وتابع مستشهدًا بعبارة الأديب الروسى العالمى "أنطون تشيكوف" حين قال: "الأدب يتعامل مع الشخصيات المنكسرة"، ومن جانبه أبدى الناقد شوقى عبد الحميد إعجابه بقصتها "انتهاك"، التى وصفها بأنها صورت لحظة معينة لمعاناة الشخصية الرئيسية، كتجربة إنسانية مليئة بالشجن والأحاسيس المتشابكة، خلال أحداث محددة.
عقب هذا قدم القاص أحمد لبيب شمس قصتيه: "عيِّل" و"يوم صعدت أمى بلوك التحويلة"، ثم قدَّم الناقد شوقى عبد الحميد رؤية نقدية حول أسلوب الكاتب، موضحًا أنه أظهر روعة التقاط التفاصيل الضرورية، بدون أى ثرثرة زائدة، كما أنه استطاع أن يقدم مجموعة قصَّص قصيرة جدا، تصلح لأن تقرأ كل قصة منها على حدة، أو كعمل واحد مترابط، كما علق الناقد ربيع مفتاح، مؤكدًا أن الكاتب لديه قدرة كبيرة على رصد تفاصيل القرية المصرية من الداخل، وشدد على أنه يعد إحدى الطاقات القصَّصية الرائعة، واختتم حديثه متمنيًا له ولبقية كتاب الليلة دوام هذا المستوى الرائع.