يعرفه الجميع بكتابه "النبى"، المحب للمرأة وجمالها، صاحب العلاقات الغرامية، متعدد المواهب فهو شاعر ورسام وفيلسوف ونحات، إنه الشاعر الكبير الراحل جبران خليل جبران.
ولد جبران فى 6 يناير 1883 فى بلدة بشرى ونشأ فقيرًا، فى شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية، وهو من أحفاد يوسف جبران المارونى البشعلانى. هاجر وهو صغير مع أمه إلى أمريكا عام 1895 حيث درس الفن وبدأ مشواره الأدبى، عاد بعدها إلى بيروت ومكث بها 10 سنوات، كاملة قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة مرة أخرى، ولم يعد إلا جثمان.
بحسب كتاب "معجم أدباء العالم" للدكتور شوقى عبود، إن جبران وجد عزاءه فى طبيعة بيروت، واستوحى من قصة حبه من "حلا الضاهر" قصته الأجنحة المتكسرة"، وغادر فى 10 مايو 1902، بعد أسبوعين فقط من وفاة أخته سلطانة بمرض السل، وبعد عام لحق بها أخوه من أمه بطرس وأمه بالسرطان، فلم يبق له سوى أخته ماريانا والتى بقت معه، واضطرت للعمل فى الخياطة.
تحولت حياة جبران فى أمريكا، رأسا على عقب، بعد فقدان أسرته، فعاش حياة منطلقة دون أية قيود، وعرف العديد من النساء، وكما يروى صديقه المقرب ميخيائل نعيمة، فى كتابه كتاب "الشعلة الزرقاء: رسائل جبران خليل جبران إلى مى زيادة"، طمح فى أن يعيش حياة خيالية مع امرأة شرقية، تغذى إبداعه بنبض خاص، وكانت هذه الازدواجية تريحه وربما مصدر إلهام له.
أما كتاب "أعلام الأدب العربى المعاصر (ترجمة حقيقية لـ 50 شخصية أدبية)"، للكاتب محمد الهوارى، فيه أن جبران رغم مغامراته مع النساء، اختار العزله بعد أن اشتد عليه المرض، حيث كان أصيب بالسل وسرطان الكبد، بل كان يخشى على عزلته من أن تعبث بها امرأة أو رجل، وعزلته كانت مبعث إلهامه ومهد مواليد فكره وخياله.
ظل جبران على عزلته، حتى رحل فى نيوريورك فى 10 أبريل 1931، عن عمر ناهز 48 عاما، بسبب تليف الكبد والسل، وكانت أمنيته أن يدفن فى لبنان وهو ما تحقق عام 1932، حيث دفن فى صومعته القديمة فى لبنان، والتى عرفت لاحفا باسم متحف جبران، وأوصى أن يكتب على مقبرته بعد وفاته هذه الكلمات "أنا حى مثلك، وأنا واقف الآن جانبك، فاغمض عينيك والتف ترانى أمامك".