تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر والكاتب والرسام اللبنانى جبران خليل جبران، الذى كان يُعرف بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير، والذى هاجر إلى أمريكا فى سن صغير، بعدما سئمت والدته من أبيه، فهل استفاد جبران من الهجرة أم أنه لم يستطيع انتهاز الفرصة، هذا ما سنوضحه عبر السطور المقبلة..
جبران خليل جبران "6 يناير 1883 ـ 10 أبريل 1931"، نشأ فى أسرة فقيرة بسبب تقاعس والده وكسله عن العمل، حيث كان يفضل شرب الخمر ولعب القمار، وهذا ما أكده كتاب "سيرة حياة جبران خليل جبران" لميخائيل نعيمة، الصادر عن مكتبة صادر، وأثر ذلك على تعليم جبران خليل جبران الذى لم يستطع بسبب ملذات أبوه الذهاب للمدرسة، لكنه لم يترك حاله هكذا وأخذ يتعلم القراءة والكتابة على يد الطبيب الشاعر سليم الضاهر، وهذا ما جعله ينمى قدراته على المطالعة والمعرفة والقراءة فى التاريخ والعلوم والآداب.
ولعل انغماس والد جبران خليل جبران فى السكر والقمار هو ما رسم الطريق للشاعر الراحل "جبران" لأن يكون أحد أبرز الشعراء والكتاب فيما بعد، وحدث ذلك بعد أن أصيبت والدته باليائس من والده، الذى حبس بسبب الاختلاس وتمت مصادرة جميع أملاكه، فاتخذت قرارًا بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكة، حيث كان يعمل أخيها، واصطحبت معها أولادها جبران وماريانا وسلطانة وبطرس.
قرار هجرة والدة جبران خليل جبران جعلها رسمت معالم الخطوات الأولى لمستقبل ابنها وهى لا تعلم أنه سيصبح له شأن كبير فى الحياة الأدبية، سكنت هو أولادها فى بوسطن، وسجل اسم خليل جبران فى المدرسة بالتحديد فى 30 سبتمبر 1895، ووضع فى فصل خاص بالمهاجرين لتعلم اللغة الإنجليزية.
وخلال تعلمه فى المدرسة التحق بمدرسة الفنون وكانت قريبة من منزله، وبالفعل نمت موهبته الفنية، وكان وراء تنمية قدراته فى الرسم معلمته وكانت تدعى "فلورنس بيرس"، كما ساهمت إحدى مدرسات المدرسة وهى "دجيسى بيل" فى انتشار أعماله الفنية، حيث أرسلت خطابًا إلى صديقها المثقف فريج هولاند داى، حيث كان يعيره عدد كبير من الكتب التى تساعده على تشكيل وعيه وفكره الفنى، كما ساعده أيضًا على وضع رسومات جبران خليل جبران على أغلفة الكتب التى كانت تصدرها دار "كويلا اند داى".
وعندما بلغ جبران الخامسة عشر، عاد مرة أخرى مع عائلته إلى بيروت والتحق بمدرسة إعدادية مارونية ومعهد الحكمة للتعليم العالى، وبدأت إبداعته الأدبية من خلال مجلة طلابية، حيث ذاع سيطه وتم انتخابه شاعر الكلية، وأقام جبران علاقة حب مع صديقته سلمى كرامة الذى استوحى منها قصته "الأجنحة المتكسرة"، وظل فى بيروت حتى طرأت ظروف جعلته يريد الرحيل إلى أمريكا مرة أخرى وهو موت أخته سلطانة بالسل وتوفى أخيه بطرس أيضًا بنفس المرض، ولحقتهم أمه بسبب السرطان، ولم يتبق إلى جانبه سوى أخته ماريانا، وعاد مرة أخرى إلى أمريكا فى 10 مايو 1902.