"الأيديولوجيا" كلمة نتناولها كثيرًا فى حديثا، وفى معظم الأحوال تكون كلمة متهمة، فالخضوع لها يعنى من وجهة نظر البعض الخروج من دائرة الحيادية، وهو ما يعنى البعد عن العلمية، لذا فإن كتاب "ما هى الأيديولوجيا؟ علم الأفكار أم الأفكار من دون علم"، الصادر عن مركز دراسات فلسفة الدين - بغداد - بيروت - بالاشتراك مع دار التنوير للطباعة والنشر، تأليف الدكتور عبدالله إبراهيم يحاول أن يقدم معنى علميا لهذا المصطلح.
فى المقدمة يقول الدكتور عبد الله إبراهيم "إنَّ تهمة حجب الحقيقة والواقع الموجَّهة إلى الأيديولوجيا هى تهمة باطلة ومفبركة، وغير صحيحة، إن الأيديولوجيا هى ضحية حجب معناها، وهى التى تتعرض لحجب المعنى فيها، ولحجب حقيقتها وواقعها.
كما يقول إبراهيم "إنَّ المعرفة العلمية الحديثة، باتجاهاتها، ومدارسها، وعلومها، وعلمائها، ومفكريها، تلعب لعبة مزدوجة، فهى، من جهة، تحجب الحقيقة والواقع، وهى، من جهة أخرى، توجِّه الاتهام بأنَّ حجب الحقيقة والواقع هو من اختصاص الأيديولوجيا".
ويضيف عبد الله إبراهيم "تمثِّل الأيديولوجيا، عند المعرفة العلمية الحديثة، أداة حجب الحقيقة والواقع، فالحاجب هو المعرفة العلمية الحديثة، والمحجوب هو الحقيقة والواقع، وأداة الحجب هى الإيديولوجيا".
ويشير الكتاب إلى أن المعادلة فى المعرفة العلمية الحديثة هى أنا المعرفة العلمية الحديثة، أنا أحجب معنى الأيديولوجيا كى يتاح لى حجب الحقيقة والواقع، وأن المعادلة فى المعرفة العلمية الحديثة هى أنا المعرفة العلمية الحديثة، أنا فى حاجة ماسَّة إلى حجب الحقيقة والواقع، وأنا فى حاجة ماسة إلى حجب معنى الأيديولوجيا، وبسبب حاجتى المزدوجة هذه، أنا أحجب معنى الأيديولوجيا، واستخدم حجبى لمعنى الأيديولوجيا كأداة أحجب بواسطتها الحقيقة والواقع.
كما يرى أن المعادلة فى المعرفة العلمية الحديثة هى أنا المعرفة العلمية الحديثة، إنَّ حجبى للحقيقة والواقع، هو الأساس لكل شىء عندى، وهو المحرِّك لكل شيء لدى، فأى معرفة على شاكلتى لا بدَّ لها من أن تحجب الحقيقة والواقع. وهذا ما أفعله بواسطة الأيديولوجيا.