عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع ندوة "حوار"، والتى تنظمها لجنة القصة ومقررها الكاتب يوسف القعيد، وكان ضيف الندوة الروائى عبده جبير، والذى تحدث عن مسيرته الإبداعية منذ مجيئه من الجنوب وبالتحديد قنا وصولا للقاهرة.
واستعرض عبده جبير باستفاضه مشوار حياته وما قابله من صعوبات كما تطرق لعلاقته بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، والذى قال عنه إنه تأثر كثيرًا به، وربما كما قال إن حضوره للقاهرة كان بسبب ما أقدم عليه الأبنودى من قبله عندما ترك الصعيد وجاء باحثا عن فرصة بالقاهرة، كما تعرض جبير للحديث عن ما أنجزه من إصدار عددا من المجلات الأدبية سواء مجلات تخصصت فى المنجز الروائى وقتها أى فى أواخر السبعينات أو عنيت بالمنجز الشعرى.
وعن تراث الجنوب الشعبى، قال جبير إنه تراث غنى وزخم ولابد كما طالب أن يعاد اكتشافه مرات ومرات بعيدًا عن ما كتب عنه تاريخنا، واستشهد جبير بمخطوطة ( معركة بهنسه ) للباحث عمرو عبد العزيز، وعن النقد أعاب جبير على الحركة النقدية فى مصر والعالم العربى استخدام مصطلحات غربية ونظريات غربية أيضا فى النقد والتحليل وطالب ببذل مجهود فى التأمل والبحث فى المنتج الإبداعى بمختلف تصنيفاته لكى يخرج منه مصطلحات خاصة به وكذلك رؤية نقدية خاصة .
ثم تحدث الشاعر والناقد أمجد ريان، الذى وصف جبير وإبداعه بالبحر الواسع بما يحمله من تنوع ملحوظ، وبأنه يعد ظاهرة من ظواهر الكتابة فى مصر لأنه على حد وصفه يمتاز بانسجام أعماله الأدبية على مراحلها مع ما يدور فى الواقع بل وأحيانا كثيرة كانت تقود هذا الواقع.
وذكر ريان لروائى جبير رواية ( تحريك القلب ) وعلق على تعدد التوجهات الواضح فيها تلك الرواية التى تحدثت عن سقوط الطبقة الوسطى وقتها .
وعن بداية أعماله تحدثت الكاتبة هالة البدرى وقالت إن قصة ( أمواج ) كانت هى القصة الأولى التى نشرت لجبير فى بداية حضوره للقاهرة، وكانت هى بداية معرفة نجيب محفوظ به وثناءه عليه وقد عبر له عن ذلك كما ذكرت فى اللقاء الأسبوعى الذى كان يقيمه محفوظ مع صفوة الأدباء وقتها.