استمر حكم الدولة الأموية قرابة الـ91 عاما، بعد تأسيسها على يد معاوية بن أبى طالب بعد خلافات دموية أودت بحياة العديد من آل بيت النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سقط الإمام على وولديه الحسن والحسين.
بعد تلك الفترة والتى تقترب من قرن من زمان، سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة على بن أبى طالب بالخلافة، تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبى محمد بالخلافة.
وتمر اليوم الذكرى الـ1269، على سقوط دولة بنى آمية، على يد أبو جعفر المنصور الشهير بـ"السفاح"، وهو من نسل عبد الله بن العباس، ثانى أولاد العباس بن عبد المطلب عم النبى محمد (ص) بعد الفضل بن عبدالله، لكنه لم يبق لأحد سوى الأول نسل باق، وبذلك يكون نسل البيت العباسى من عبدالله ثم حفيده محمد بن على عبد الله بن العباس، والد إبراهيم وأبى العباس السفاح، وهو أول خلفاء بنى العباس، والذى ما أن استطاعت الثورة العباسية فى الانتصار، حتى بايعوا بالخلافة، والتى استطاع جيشه قتل الخليفة الأموى.
الغريب أن لقب السفاح والذى ارتبط ارتباطا واثيقا بأبو العباس، ويظل الاعتقاد لدى العامة بإنه كان خليفة دمويا، وأخذ اللقب لأفعاله، لكن الحقيقة والحقائق التاريخية تشير إلى غير ذلك، فبحسب كتاب " الدولة العباسية: مراحل تاريخها و حضارتها (132 - 656 هـ / 750 - 1258 م)، للدكتورة سوزى حمود، إن السفاح لقب اختاره أبو العباس لنفسه، لأنه كان يعد الناس بالعطاء الكثير والسخاء الوفير، ولكنه أضر به لأن لقب الجزار يعنى أيضا "الجزار" الذى يحب سفك الدماء وارتكاب المجازر، وهو ما قام به الوالى العباسى عبد الله بن على والى الشام وهو عم الخليفة أبو العباس السفاح، وقد اشتهر بمجازره ضد الأمراء الآمويين فى بلاد الشام، وتتبعه لهم بعد انتصاره عليهم فى معركة نهر الزاب الكبير، وبذلك أصبح عبد الله بن على مرهوبا فأطلق عليه ابن قتيبة لقب "السفاح".
فيما فسر كتاب "سيرة الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور" للدكتور حمزة الجبالي، اللقب، موضحا إن أبو العباس بمجرد مبايعته فى الثانى عشر من ربيع الأول عام 132هـ/750 م، توجه إلى مسجد الكوفة وألقى خطبة، ذكر فيها "وأنى أرجو ألا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله، فأستعدوا أيها الناس فأنا (السفاح) المبيح والثائر المنيح (يقصد أنه كريم الجواد)، ومن ثم التصفت به هذه الصفة، فسمى بأبو العباس السفاح، مع أنه لم يقصد ذلك المعنى الذى شاع على الألسنة.