صدر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية رواية "مزاج حر" للكاتب والروائى محمد الفخرانى، وهى ثالث الأعمال الروائية للكاتب بعد "فاصل للدهشة، ألف جناج للعالم".
وتدور الرواية حول كاتب يُحقِّق حلمه، بأن يتجوَّل فى العالم على قدميه، دون أن يحمل معه ماء أو طعام، أو مال، فقط حقيبة صغيرة من قماش، يُعَلِّقها بكتفه، وفيها أوراق وأقلام، وقطع قليلة من ملابسه. يبدأ الكاتب جولته من محطة قطار مجهولة تظهر له، ومنها ينفتح العالم بجماله، ومفاجآته.
ويتنقَّل الكاتب فى تجواله عَبْرَ الزمان والمكان، ويصير كل شيء ممكنًا، يصادف شخصيات لها ألعابها، وإيقاعها الخاص: متشرِّدين، مُهرِّجين، ملائكة، شياطين، "البنت السمكة"، "شهرزاد"، البائع المتجوِّل، وغيرها، ربما كل هذه الشصيات هم أيضًا متجولون فى العالم على طريقتهم، يقضى بعض الوقت مع كل شخصية، يتبادل حوارات، ويعيش مواقف، تكشف له أكثر عن روح العالم، وتمنحه الفرصة لملامستها، والمرور خلالها، وأن يَمرَّ العالم أيضًا خلال روحه.
ويقول "البائع المتجوِّل" داخل الرواية: "أروع الأشياء فى العالم مجانيَّة، والحب ليس إلا لحظة استثنائية من الدهشة".
لا يبحث الكاتب خلال تجواله عن أحداثٍ كبيرة، إنما يريد أن يتعرَّف إلى المزيد من أسئلة العالم، وأن يُقدِّم هو أيضًا أسئلته الخاصة، ليس مهمًّا الحصول على إجابة، هو يبحث عن تلك النغمة التى تجمع مفردات العالم معًا، وفى الوقت نفسه يبحث عن التفرُّد الكامل، وخصوصية كل مُفرَدَة.