يعد فتح المسلمين للأندلس (إسبانيا والبرتغال حاليا) من أعظم الفتوحات الإسلامية على مر العصور، ومثل ذلك الفتح فى وقته قوة الدولة باعتبارها إمبراطورية عظمى وأكبر دول العالم فى ذلك التوقيت.
وتمر اليوم الذكرى الـ1307، على عبور قوات المسلمين بقيادة القائد المسلم طارق بن زياد إلى الأندلس، عن طريق البحر المتوسط من ناحية المغرب العربى، ليكون بداية لإقامة دولة الخلافة الإسلامية فى بلاد شبه الجزيرة الأيبيرية والذى استمر لنجو 770 عاماً.
ولكن دخول طارق بن زياد للأندلس لم يكن بقوة جيوش المسلمين فقط، بل جاءت بمساعدة من الآخرين فى صفوف الدولة البيزنطية المسيطرة على الأندلس ذلك التوقيت، وهو يوليان ملك سبته (كان الحاكم المحلى المسيحى أو الحاكم التابع لشمال أفريقيا الذى حكم فى عهد الفتح الأموى لهيسپانيا)، وكانت سبته قد استعصت على المسلمين لحصانة أسوارها وحكمة قائدها.
وبحسب كتاب "موسوعة عباقرة الإسلام" للدكتور سالم نصار، "لعب يوليان دورا كبيرا للتمهيد للاجتماع بالقائد العام للجيوش موسى بن نصير، ومراسلته، وقيل إنهما اجتمعا فى سفينة بالبحر باقتراح من طارق بن زياد نفسه، وجرت المفاوضات وانتهت بالصلح وتم الاتفاق على أن يسلم يوليان مدينة سبته ويساعده فى فتح الأندلس، وفى هذه الأثناء وقبيل المفاوضات حصلت ثورة فى إسبانيا ضد الملك عيطشة قادها الأمير الغوطى برودريك المعروف فى الكتب العربية باسم لذريق فقتل عيطشة واعتلى عرش أسبانيا وشرد أولاد الملك السابق وإخوته واعتدى على ابنة يوليان المسماه فلوريندا التى كانت تعيش فى بلاط غيطشه بغرض التعليم.
لذا ذهب يوليان إلى طارق بن زياد يطلب منه العون فى قتال لذريق، ويعرض عليه مساعدته فى الاستيلاء على الأندلس، فأدى ذلك إلى قيام أولاد الملك المقتول عيطشة بتحالف مع يوليان وأخيلا حاكم طنجة السابق الذى دخل بذمة المسلمين على مساعدة العرب ضد لذريق فطلب موسى بن نصير من يوليان القيام بغارة على الأندلس ليتأكد من نواياه.
وأعد موسى بن نصير جيشا كبيرا من سبعة آلاف جندى لفتح بلاد الأندلس وأسند قيادته إلى طارق بن زياد، فبدأ الجيش بالعبور من مدينة سبتة أواخر ربيع الثانى سنه 92 هـ/711 م، فنزل بالمنطقة المقابلة للشاطئ المغربى عند سفح جبل سمى باسمه الآن.