قرأت لك.. الاستشراق والقرون الوسطى.. العرب وأوروبا عين فى الجنة وعين فى النار

"شهدت الفترة ما بين القرن العاشر والقرن الثانى عشر، ازدواجية فى النظرة تجاه الشرق، فمن جهة تركت الحملات الصليبية سجلاً حافلاً بالكراهية والعدوانية تجاه الشرق لا تظهر فيه إلا بعض محاولات فردية هنا وهناك للتعامل والتفاوض مع الأعداء، ومن جهة أخرى فإن التفكك والضعف الذى حاق بإسبانيا المسلمة أدى إلى انفتاحها ليتدفق منها فيض من الأفكار والنصوص والحوارات باتجاه أوروبا التى بدأت فى ذلك الوقت انفتاحها على العالم بطريقة مختلفة عما سبق من عدوان وتوسع باتجاه البلاد الأخرى". هذه هى النقطة الأساسية التى ينطلق منها كتاب "الاستشراق والقرون الوسطى"، للمؤلف جون م. غانم، وترجمة عبلة عودة، صادر عن دار كلمة. تبحث فصول الكتاب فى عدة مواضيع مثل الأدب والفن المعمارى والتاريخ والمنهجية التى ميزت القرون الوسطى، حيث ظهرت فى القرنين السادس عشر والسابع عشر اتجاهات تدين القوطية، وتدافع عن الكلاسيكية الجديدة فى خطاب استغرابى يعتمد نماذج من الثقافات الشرقية، وظهر ذلك جلياً فى عدد من الأجناس الثقافية التى أكدها أصحاب النزعة القروسطية كرموز قروسطية مثل الفن المعمارى القوطى والأدب الرومانسى القروسطي. بالنسبة للعمارة القوطية فقد كانت تُقرأ على أنها عمارة محلية غربية، فالأقواس التى تميز الأسقف القوطية ترمز إلى الأشجار الضخمة فى شمال أوروبا، غير أن تلك القراءة تؤكد أيضاً على الهمجية والبربرية التى عُرف بها القوطيين فى أوروبا، وفى أحيان أخرى كانت الأقواس القوطية ذات الرؤوس المدببة تُعزى إلى تأثير الشرق الإسلامى والأسلوب الشرقى فى البناء الذى أخذ ينتشر فى جميع أنحاء أوروبا وخاصة فى فرنسا. يتعرض الكتاب فى الفصل الثانى إلى اختفاء القرون الوسطى كعامل من عوامل تشكيل الهوية الأوروبية فى النظريات القومية التى ظهرت فى القرنين السادس عشر والسابع عشر، والتى سبقت مرحلة التوسع الكولونيالى نحو الشرق وخاصة تلك التى تطرح مسألة استقرار الفينيقيين والعبرانيين فى مرحلة من مراحل ما قبل التاريخ فى بريطانيا. أما فى الفصل الثالث فيتتبع الكتاب الجهود حول كتابة القرون الوسطى كظاهرة متعلقة بالهوية القومية والشخصية، وظهورها فى المعارض العالمية بأشكال مادية أُخذت من الشرق حيث ابتدعت القوى الأوروبية الكبرى ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين فكرة المعارض الدولية الضخمة والتى كانت تعرض فيها قوتها الاقتصادية وتقدمها التكنولوجى ومكتسباتها الكولونيالية الجديدة.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;