قال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، أنه ليس صحيحًا بأن رواية "الأم" للكاتب مكسيم غوركى، ورواية "كوخ العم توم" للكاتب هيريت ستو سببا في إطلاق شرارة أي ثورة كما كان يقال لنا قديما.
جاء ذلك خلال مشاركة الكاتب إبراهيم عبد المجيد، في الإجابة على إحدى محاور ملتقى تونس للرواية العربية، الذى ينظمه بيت الرواية، في تونس، حول قدرة الرواية العربية على التغيير.
ورأى إبراهيم عبد المجيد أن الأدب له تأثير كبير على البشر، ولكن بالتأكيد ليس كالتأثير الاقتصادى والسياسى في نفس اليوم، سنوات وأعمار طويلة جدًا حتى يثقل الروح ويغير من الإنسان نفسه، فالقارئ عادة يتحول إلى إنسان سوى لكثرة ما يقرأ في الحياة، ويصبح لدينا أناس ليسوا بقطاع طرق أو لصوص، ويعيش القراء في عالم يجعلهم سعداء حينما يدخلون تلك العوالم التي نصنعها نحن الكتاب، لأن هذه اليوتوبيا لن تتحقق على الإطلاق على الأرض، ولكننا نسعى لذلك.
كما رأى صاحب "لا أحد ينام في الإسكندرية" أن العالم مهما شهد من تقدم، سوف يظل قبيحا أمام نظر القارئ، الذى لا يجد فيه ما يبحث عنه، ولهذا أرى أن انتشار الرواية في السنوات الأخيرة وحجم المبيعات الهائل عائد لهذا، فحجم الشباب الذى يقرأ وأتابعه من خلال موقع التغريدات "تويتر" كبير جدًا ويدهشنى، مضيفًا: نحن الكتاب نحاول أن نقيم عالما أفضل، ويتمسك القارئ به، ويحاولون البحث عنه على أرض الواقع.
كما رأى إبراهيم عبد المجيد أن العمل السياسى، وبعض الأحداث، مثل المظاهرات التي كانت تخرج في كل يوم جمعة، حركت العمل الأدبى، وهو ما لفت انتباهه حينما كان بعض الشباب يستخدمون اسم روايته "في كل أسبوع يوم جمعة"، ويربطون الحديث معه بروايته، أم مثلما حدث مع انطلاق ثورة تونس مستخدمين روايته "بيت الياسمين" وربطها بثورة الياسمين.
وتحدث إبراهيم عبد المجيد عن غياب بحث علمى يقدم لنا عدد القراء، هو أمر بحاجة لإعادة النظر فيه، كما أنه لا يشترط أن تكون نسبة القراء جميعها من النخبة، فالنخبة القارئة هي بالفعل صناع الرأي العام.
وأشار إبراهيم عبد المجيد، إلى أنه قديما كانوا يقولون بأن رواية "كوخ العم توم" كانت سببا في الثورة الأمريكية، فحين أن الحرب بين الشمال والجنوب قامت لأسباب أخرى، وهى أن الجنوب لديه صناعة مواد خام وعبيد، والشمال يريد هذا، ويسعى لثورة تحرير العبيد، ومن هنا قامت الثورة، أيضا يقال بأن رواية "الأم" للكاتب مكسيم غوركى هي التي أطلقت شرارة ثورة البلشفية، في حين أن الواقع على عكس ذلك، فالثورة البلشيفية قامت بسبب نضال طويل للطبقة العاملة، وليس الرواية.