فى أحد أشهر الشوارع الكبرى بمدينة القاهرة وبالتحديد حى الزيتون، يوجد شارع يحمل اسم السلطان العثمانى سليم الأول، أول سلاطين الدولة العثمانية فى مصر، وهو الاسم الذى أعلنت المحافظة منذ عدة شهور تغييره واقترح البعض بأن يكون اسم الشارع على اسم الوالى المملوكى على بك الكبير.
وتمر اليوم الذكرى الـ245 على رحيل على بك الكبير، إذ رحل فى 8 مايو عام 1773، عن عمر ناهز حينها 55 عاما، وهو مملوكى حكم القاهرة كشيخ البلد أيام العثمانيين.
وكان لدى على بك رغبة وطموح فى الاستقلال بحكم مصر، بعيدا عن الدولة العثمانية التى نهبت أموالها، وقد سنحت له الفرصة بعدما استغل انشغال الدولة العثمانية فى حربها مع روسيا، ولم تكن نتائجها فى صالح العثمانيين الذين منوا بخسائر فادحة، فاستصدر أمرا من الديوان بعزل الوالى العثمانى، وتولى هو منصب القائم مقام الوالى المخلوع، وذلك فى ديسمبر 1768.
يصف عدد من المؤرخينعلى بك الكبيربأنه كان شديد المراس عظيم الهمة، قوى الشكيمة لا يميل إلى الهزل ولا إلى المزاح، معتدا بنفسه يطالع كتب التاريخ، وأنه سلك فى بداية أمره مع خصومه سياسة عنيفة لا تعرف الرحمة والشفقة، لكنه بعد أن استتب له الأمر فى البلاد جعل من مصربلدا آمنا ينعم بالرخاء والسلام.
فذكر الكاتب محمود السعدنى فى كتابه "مصر من تانى"، بأن على بك الكبير أول من من حاول بناء الدولة المصرية الحديثة، حيث شرع فى اتخاذ إجراءات اجتماعية حاسمة، فأمم الأرض الزراعية، وصادر الثروات التى تراكمت نتيجة احتكار السلع والاتجار فى السوق السوداء، وأسس جيشا وطنيا، وأقام أول مصانع للسلاح، وشهدت مصر فى عهده حالة من الاستقرار والرخاء دفعته إلى التفكير فى غزو تركيا نفسها وهدم الخلافة العثمانية.
فيما ذكرت الدكتورة نادية محمود مصطفى فى كتابها "العصر العثمانى من القوة والهيمنة إلى بداية المسألة الشرقية" بأن على بك الكبير، قام بتأمين طريق التجارة فى البحر الأحمر لتصبح جدة مركزا وسطا للتجارة بين الهند وبين أوروبا، وكان إعادة فتح هذا الطريق يمكن أن تحقق هدفا أساسيا لعلى بك الكبير وهو دعم قدرة مصر الاقتصادية والمالية فى مواجهة الدولة العثمانية بعد أن تدهورت نتيجة خروج مصر من مجال التجارة العالمية بسبب فصل الشام ( فى ظل الحكم العثمانى) كوحدة تجارية وادارية عن مصر.