بدأت علاقة صلاح الدين الأيوبى بنور الدين زنكى بعد لجوء والد صلاح الدين إلى عماد الدين زنكى بعد عزله من ولاية تكريت، وعندما تولى نور الدين الولاية أصبح صلاح الدين واحدا من رجاله، ودخل مصر ليخلصها من الفاطميين تحت لوائه.
لكن بعد ذلك وقعت بعض الأزمات بين الرجلين تناولها كتاب التاريخ، فيقول ابن الأثير فى كتابه الكامل إن "أسباب الوحشة بين نور الدين وصلاح الدين التى ابتدأت سنة 567هـ، وذلك عندما اتفقا على حصار الكرك ورجع صلاح الدين الأيوبى إلى مصر، قبل أن يلتقى بنور الدين".
وفى الوقت نفسه هناك آراء أخرى تحمل ما يؤكد إخلاص صلاح الدين لأستاذه نور الدين زنكى منها:
قول العماد الأصفهانى إن صلاح الدين كان: لا يخرج عن أمر نور الدين، ويعمل له عمل القوى الأمين ويرجع فى جميع مصالحه إلى رأيه المتين.
كما أن تعامل صلاح الدين الأيوبى بعد ذلك مع إسماعيل بن نور الدين محمود الذى صار ملك الشام والجزيرة بعد وفاة أبيه سنة 569هـ وكان عمره إحدى عشرة سنة وتلقب بالملك الصالح مثار كثير من الكلام.
كان صلاح الدين الأيوبى استقل بمصر، فلما علم بوفاة نور الدين استنكر منه مصالحته الصليبيين على قلعة بانياس وكانت تابعة لدمشق، فكتب أعيان دمشق ورؤسائها يستدعون صلاح الدين فأقبل عليهم ودخل دمشق معلنا إبقاء الدعاء للملك الصالح واستمر الصالح فى حلب إلى أن توفى عن تسع عشرة سنة، أوصى من بعده لابن عمه عز الدين مسعود ابن قطب الدين مودود أمير الموصل غير أن صلاح الدين استولى على حلب واستخلف عليها ابنه الملك الظاهر غازى.