ولد النبى محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، رسول الإسلام وآخر المرسلين والنبيين، يتيم الأب وفى الطفولة أصبح يتيم الأم أيضا، لهذا فقد كان للمصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته مرضعة ومربية، احتضنت الطفل الصغير، الذى جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى "أم أيمن"، بركة بنت ثعلبة الحبشية حاضنة النبى محمد ومربيته.
وأم أيمن الحبشية، هى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وأصبحت بعد ذلك زوجاً لحِب النبى زيد بن حارثة، وأماً للشهيد "أيمن بن عبيد الخزرجى" من أبوه عبيد بن زيد (زوجها بالمدينة)، وأما لفارس من فرسان الإسلام، وهو الحب بن الحب "أسامة بن زيد" رضى الله عنهما، وقد روت عن النبى خمسة أحاديث نبوية.
ورثها النبى صلى الله عليه وسلم من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضى الله عنها، وهى صحابية مباركة، وقد عرفت أم أيمن النبى صلى الله عليه وسلم طفلاً صغيراً، ونبياً مرسلا، وعاشت مراحل النبوة كلها، وعاصرت الأحداث الإسلامية، وكانت من المهاجرات الأول.
وبحسب ما ذكره كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة للدكتور محمد إبراهيم سليم، فان أم أيمن بمجرد وفاة أم الرسول أصبحت أما للطفل، رعته صبيا وشابا حتى إذا بلغ سن الرجال واتخذ له أسرة، نظر لها فأعتقها، ورد لها حقها الكامل فى الحياة الكريمة.
وقد عبر الرسول عن مشاعره تجاه أم أيمن بكلمة ملؤها البر والحنان والوفاء "إنها بقية أهل بيتى"، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على أن تحيا وتنعم بالحياة يقول لأصحابه "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن"، وهنا أسرع مولاه زيد فاتخذها له زوجا.
وشهدها المسلمون يوم "أحد" تشهد الحرب وتطوف بالماء وتسقى الجرحى، وشهدت أيضا يوم "خيبر" تواسى المسلمين وتمنحهم من عطفها ورعايتها ورحمتها.
وكان يقبل عليها النبى (ص)، فى السلم يمازحها ولكنه لم يكن يقول إلا حقا، وعندما تصعد نفسه الكريمة إلى بارئها تبكي على الوحى الذى سينقطع بموته، وتعيش لتشهد موت عمر ، ورحلت مربية آخر الأنام فى مستهل خلافة الخليفة الراشد عثمان بن عفان لتلقى ربها راضية مرضية.