وضع المسلمون وبالتحديد الخليفة عمر بن الخطاب، التقويم الهجرى، بداية من هجرة النبى (ص) من مكة إلى المدينة، ليكون تقويمًا للمسلمين، لكن هذا التقويم كان على أساس الشهور العربية القديمة أو الشهور القمرية.
أخذت "السنة القمرية" اسمها من المدة التى يأخذها القمر للدوران حول الأرض 12 مرة، وعرفت قراءة كل شهر من خلال أشكال القمر، حيث يبدأ أول ضوء من القمر على شكل هلال وينتهى باختفاء آخر ضوء، و12 مرة لتغطى السنة القمرية "الهجرية" عند العرب والمسلمين.
وحمل اسم كل شهر من الشهور القمرية، اسمًا يعبر عن حالة معينة عبر عنها العرب من خلال اسم الشهر، كانت السبب فى تسمية الشهور القمرية أو الهجرية كما بشكلها الحالى.
وبحسب المعتقد الإسلامى، فإن الأشهر القمرية والتى تعرف أيضًا بالهلالية (نسبة إلى بدايتها برؤية الهلال)، هى الأشهر المعتمدة فى الحسابات الشرعية كبلوغ الصبى والفتاة، و العبادات فى الشريعة الاسلامية، وهى أثنا عشر شهرا بينها أربعة حرم، وذلك وفقا للنص القرآنى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
محرم
شهر المحرم هو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية، وسمى بهذا الاسم قديمًا لأن العرب كانوا لا يستحلون فيه القتال، وقيل محرمًا لأنهم أغاروا فيه فلم يتوصلوا إلى هدفهم، فحرموا القتال فيه.
وبحسب ما ذكره "معجم المناهى اللفظية" للدكتور بكر أبو زيد، فإن محرم كان يسمى فى الجاهلية صفر الأول، وأن تسميته محرمًا من اصطلاح الإسلام كونه من الأشهر الحرم عند المسلمين.
صفر
هو الشهر الثانى من السنة القمرية أو التقويم الهجرى وهو الشهر الذى يلى المحرم، اشتق على اسم هذا الشهر العديد من الروايات فكما ورد فى "معجم المصطلحات والألقاب التاريخية"، أن من الروايات حول الاسم، قولهم أصفرت الدار، أى كانت تخلو من أهلها لخروجهم إلى الحرب، وورد ذكره فى المصادر العربية القديمة باسم ناجر، من النجر والنجار وهو شدة الحرب أو الحر.
وذكر فى كتاب "ألف معلومة عن اللغة العربية وآدابها" للدكتور أحمد سيد حامد آل برجل، أن صفر هو من إصفار مكة وأهلها إذا سافروا، وقيل سمى بذلك لأنهم كانوا يمتارون الطعام فيه المواضع، وروى عن رؤبة أنه قال: سموا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرا من المتاع.
ربيع الأول
ربيع الأول هو الشهر الثالث من السنة القمرية أو التقويم وسمى الشق الأول بذلك لأنه صادف موسم الربيع، وبحسب ما تذكره موقع المعلومات "معرفة" فجاء فى تسميته بهذا الاسم عدة روايات؛ منها أن العرب كانوا يخصّبون فيه ما أصابوه من أسلاب فى صفر؛ حيث إن صفرًا كان أول شهور الإغارة على القبائل عقب المحرم – الشهر الحرام.
بينما يذهب الدكتور أحمد المنزلاوى فى كتابه "شهر رمضان فى الجاهلية والاسلام" بأن ثمود عرفت شهر بيع باسم "مورد" وأطلقت عليه بقية العرب اسم طليق وخوان، اى الخيانة لأن القتال كان يشتد فيه، فتضيع الخيانة أموال وتذهب أروح.
فيما يعتقد الدكتور أحمد سيد حامد آل برجل، فى كتابه " ألف معلومة عن اللغة العربية وآدابها" أن ربيع الأول هو الفصل الذى تأتى فيه الكماة والنور.
ربيع الآخر
ربيع الثانى أو ربيع الآخر هو الشهر الرابع من شهور السنة وفق التقويم الهجرى، وهو أحد الربعين، سمى هذا الشهر بهذا الاسم نحو عام 412م فى عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول، بحسب موسوعة "معرفة".
وبمثل ما سابقه فأن أرجح الآراء فأن هذا الشهر وما سبقه، صادفا زمن الربيع عند العرب، فأطلق عليهم تلك الأسماء، وكان يطلق عليه عند قوم ثمود اسم ملزم، كما كان يطلق عليه فى أيام الجاهلية بُصَان، وبصان والجمع بصانات، وبص، أى لمع وبرق أو كثر نبات الأرض، وذلك بحسب كتاب " أصول البحث العلمى".
جمادى الأول
هو الشّهر الخامس من التقويم الهجرى وسمى بهذا الاسم لأنّ المياه كانت تتجمد فيه بسبب الزّمهرير (البرد الشديد).
وجمادى الأول أطلقوا عليه العرب اسم (سماح) و(الحنين)، و(رُنّا) وجمادى جمعه جماديات، قال الفراء: كل الشهور مذكرة إلا جمادين، نقول جمادى الأول والآخرة، ومنهم الأولى"حنينا والجمع حنائن وأحنة، وحنن وحنين ون حنينا، ويقال حنت الناقة، أى مدت صوتها شوقا إلى ولدها والحنين والشوق.
جمادى الآخر
جمادى الثانية و جمادى الآخرة الشهر السادس من شهور السنة وفق التقويم الهجرى، ويبدو أن المناخ فى فصل الشتاء كان شديد البرد فى الوقت الذى كانت تحل فيه الجماديان خاصة شمالى الجزيرة العربية، حتى أن الناس كانوا يموتون فى زمهرير الشتاء. وحدث أن أُمطرت بلاد تيماء بَرَدًا كالبيض فى جمادى الأولى من سنة 226هـ فَقَتل منهم عددًا كبيرًا.
أطلق عليه قوم ثمود "هوبر"، فيما أطلق عليه العرب ورنة والجمع ورنات (ورن – تورن) أى أكثر من التدهن والتنعم.
رجب
هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية، فى التقويم الذى وضعوه المسلمون، وبحسب كتاب "موسوعة بنك المعلومات"، أن رجب سموه رجبا لأن العرب كانت ترجبه أى تعظمه، وكانوا يسمونه أصم لأنهم لا يسمعون فيه صوت الحرب.
وأيضًا كان يطلق عليه رجب "مضر" لأن قبيلة مضر كانت لا تغيره بل توقعه فى وقته بخلاف باقى العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون فى الشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسىء المذكور فى قوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه)، وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد فى تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك.
شعبان
هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجري، و وبحسب كتاب "شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام" (ص 194) للكاتب أحمد المنزلاوى، فإن بداية تسمية الشهر بهذه الاسم كان فى سنة 412 م أيام الجد الخامس للنبى محمد (ص)، وقيل أنه سمى بهذا الاسم لتشعب أغصان الشجر فى هذا الوقت الذى صادف التسمية، وقيل لأنه ظهر أو شعب بين رجب ورمضان، وكانت بعض القبائل العربية تحرم شعبان بدلا من رجب وأطلقوا على الشهرين الرجبان.
أما كتاب "عمدة القارئ فى شرح صحيح البخارى - الجزء الحادى عشر" للمؤرخ بدر الدين العينى، فقال "إن شعبان اشتق اسمه من الشعب وهو الاجتماع وسمى به لأنه يتشعب فيه خير كثير كرمضان وقيل لأنهم كانوا يتشعبون فيه بعد التفرقة ويجمع على شعابين وشعبانات وقال ابن دريد سمى بذلك لتشعبهم فيه أى لتفرقهم فى طلب المياه وفى المحكم سمى بذلك لتشعبهم فى الغارات وقال بعضهم أنما سمى شعبانا لأنه شعب أى ظهر بين رمضان ورجب، وكان شعبان شهر تتشعب فى القبائل أى تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية".
رمضان
هو الشهر التاسع من شهور السنة الهجرية، بحسب التقويم الذى وضعه المسلمون، و فيما يخص أصل تسمية الشهر بـ"رمضان" فبحسب ما يذكره كتاب "حاشية محيى الدين شيخ زاده على تفسير البيضاوى" ج2، فإن ذكر تسمية رمضان لثلاثة أوجه، هى: ارتماض الأكباد واحتراقها من الجوع والعطش، أو ارتماض الذنوب فيه أو لوقوعه فى أيام الرمض أى شدة وقوعه على الرمل وغيره، والأرض رمضاء أى شديدة الحر، ويقال رمض يوما يرمض رمضا من باب علم يعلم إذا اشتد حره، ورمضت قدمه قدمه من الرمضاء أى احترقت وفى الحديث "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى" أى وجد الفصيل حر الشمس من الرمضاء.
بينما يذكر كتاب "شرح كتاب الصوم من صحيح البخارى" لمحمد المختار الشنقيطى، أن رمضان كان يطلق عليه العرب قديما نائق وقيل ناطق، على اختلاف النسخ، ثم سمى رمضان من شدة الحر لأنه وافق شدة الصيف، وقيل إنه رمضان لأنه يرمض الذنوب، وقالوا إنه يوجب المغفرة، لكن هذه التأويلات ضعيفة لأنه كما يذكر الكتاب أن الفرضية جاءت بعد التسمية، ولم تأت قبل التسمية، بينما يذهب البعض إلى أن اسم الشهر من أسماء الله تعالى.
شوال
هو الشهر العاشر من السنة القمرية أو التقويم الهجرى، و فى أول أيام الشهر يحتفل المسلمون بعيد الفطر، الذى يأتى كنهاية لصوم شهر رمضان.
وقيل إن أصل التسمية، أن الإبل كانت تشول بأذنابها أى ترفعها وقت التسمية طلبا للإخصاب وقيل: لتشويل ألبان الإبل، أى نقصانها وجفافها. وبحسب موسوعة "معرفة" إنه يتم فيه تشويل لبن الإبل، وهو توليه وإدباره فى وقت اشتداد الحر، وقيل بل سمى كذلك فى موسم كانت الإبل تشول بأذنابها أى ترفعها، لذلك كانت العرب فى الجاهلية تكره فيه الزواج لما فيه من معنى الإشالة والرفع، وتقول أيضًا إن المنكوحة تَمتنع من ناكِحها كما تمتنع الناقة إذا لقحت وشالت بذنبها.
ذو القعدة
هو الشهر الحادى عشر من السنة القمرية (أو التقويم الهجرى)، وهو الشهر الذى يسبق الحج، وهو أول الأشهر الحرم المذكورة فى القرآن الكريم.
وبحسب ما ورد فى الموسوعة الحرة ويكيبيديا يقول البيرونى: "ذى القعدة للزومهم منازلهم" ويقول: "ثم ذو القعدة لما قيل فيه اقعدوا أو كفوا عن القتال"، وفى اللسان: "وقيل سمى بذلك لقعودهم فى رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ". وجاء فى المصباح المنير، عند تفسيره أسماء الأشهر الإسلامية "وذو القعدة لما ذللوا القعدان" والقعدان جمع قعود وهو ابن الجمل وأما فى السريانية فإنه يفيد الركوع وحنى الركب فيكون قد سمى ذا القعدة استعدادا للحج، أو لأنه كان فى الجاهلية شهرا مقدسا محرما لا يحل فيه القتال، ويُذكر أن بعض العرب كان يسميه هُواع ووَرْنَة.
ذو الحجة
ذو الحِجَة هو الشهر الثانى عشر من السنة القمرية أو التقويم الهجري، والشهر الثانى من الأشهر الحرم، سمى بهذا الاسم نحو عام 412 م فى عهد كلاب بن مرة الجد الخامس لرسول الله، وسمى بذلك لأنه يكون فيه الحج، وهو آخر الأشهر المعلومات التى قال فيها الله سبحانه وتعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ).
كانت ثمود تسميه مُسبِلًا، وكان عند سائر العرب العاربة يدعى نعس وبرك (من بروك الإبل فى يوم النحر)، وكان ذو الحجة يعقد فيه سوق ذى المجاز، من أوله بعد انصراف العرب من عكاظ الذى يقام آخر أيام ذى القعدة وكان من الأشهر الحرم لا تستحل فيه الحُرمة ولا يباح فيه القتل.