يعقد بيت الرواية فى مدينة الثقافة بتونس، ندوة حول صورة الجهادى فى الرواية التونسية، وذلك يوم الأربعاء 6 يونيو2018، فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، وسيقدم الكاتب الأسعد بن حسين مدخلاً حول الجهادى فى الرواية التونسية وسيدير اللقاء الروائى مـحمد الحباشة.
ويستضيف بيت الرواية فى هذا اللقاء كل من الروائى محمد عيسى المؤدب والروائية شادية القاسمى. ومن خلال تجربتيهما، سنطرح أسئلة مثل، إلى أى حد يمكن للرواية أن تواكب راهن الواقع التونسى وتستوعبه؟ كيف رأى الروائيان صورة الجهادى فى تجربتهما، وماهى الاختلافات والتشابهات فى تلك الصورة؟ هل خرجت صورة الجهادى من الكليشيه الأدبى؟ ألا تشكل صورة الجهادى فى الرواية خطرا على الرواية نفسها؟.
ومحمد عيسى المؤدب، روائى وقاص وناقد تونسى من مواليد 10 أكتوبر 1966 بقرية "صاحب الجبل" بمدينة الهوارية. زاول تعليمه بالمدرسة الابتدائية بصاحب الجبل ثم الثانوى بمعهدى الهوارية وعزيز الخوجة بقليبية. أحرز على الأستاذية فى اللغة والحضارة العربية من كلية الآداب بمنوبة سنة 1991.
وعمل محمد عيسى المؤدب بالتدريس والصحافة الثقافية والإنتاج الإذاعي. كتب القصة القصيرة والرواية والمقال الأدبى وأنتج العديد من البرامج الأدبية لإذاعة تونس الثقافية والإذاعة الوطنية التونسية. وشارك فى العديد من الملتقيات والمهرجانات الأدبية والثقافية فى تونس وخارجها بمصر والجزائر وهو حائز على الجائزة الوطنية لأدب الشباب فى القصة القصيرة سنة 1995 عن مجموعته القصصية "عرس النار".
من أعمال محمد عيسى المؤدب: "أية امرأة أكون" 1999، و"فى المعتقل" 2013، و"جهاد ناعم" 2017 التى حازت على جائزة الكومار الذهبى للرواية بنفسِ السنة. وتجسد الرواية رحلة شاب فى الهجرة غير الشرعية انطلاقا من الوطن القبلى شمال تونس مع مجموعة شباب آخرين من تونس والسنغال وليبيا والجزائر والمغرب، نحو جزيرة باليرمو الإيطالية. وينتهى الأمر ببطل الرواية بالانخراط فى تنظيم إرهابى ينتهى به فى السجن.
ويتقاطع الواقع فى "جهاد ناعم" مع التاريخ، على امتداد خمس سنوات امتدت من أحداث الحوض المنجمي، وصولا إلى سنة 2013. ويقول الدكتور علاوة كوسة فى تقديم هذه الرواية أنها "تأتى لتؤكد قوة الرواية التى سبقتها "فى المعتقل"، فإذا كانت السابقة قد لقيت كل ذلك المد الجمالى والتلقى القرائى الجميل، فإن اللاحقة على موعد مع فتح نقاشات نقدية تليق بعمقها وجرأتها ومحمولاتها الموضوعاتية الرهيبة المتعددة، ومقولاتها الفنية الموغلة فى التجريب الجميل الواعى المنتج لجماليات جديدة للرواية العربية."
أما شادية القاسمى فروائية وقاصة تونسية من مواليد 2 يناير 1977، تشتغل أستاذة تعليم ثانوي، وقد بدأت النشر منذ التسعينات فى الصحف التونسية وغير التونسية وشاركت فى العديد من الملتقيات الأدبية داخل تونس وخارجها. حازت روايتها "المصب" على جائزة لجنة التحكيم للكومار للرواية سنة 2016. وصدرت لها مؤخرًا عن دار زينب رواية "رايات سود"، والتى تدور أحداثها على امتداد ثلاثة عقود، منذ عشرية أواخر التسعينيات ثم عشرية ما بعد الألفين والعشرية الثانية بعده.
تتشابك الأحداث فى هذه الرواية، مُستلهمة كاتبتها من أحداث واقعية مثل الأحداث الإرهابية التى جدث بتونس بعد ثورة 2011، وكيف انقسم الشخصيات بين من انخرط فى الإرهاب ومن حاول ردعه.
وتقول الأستاذة صباح سلامة عن الرواية: "شخصيات تتشابك فى علاقات إنسانية متشعبة، تفترق وتلتقي، بعضها يتآزر ويأخذ بيد بعض، وبعضها يتشاحن حد القتل أحيانًا. طبقات اجتماعية متباعدة تجتمع لكن لا تلتقى أبدا. مجموعة من العلاقات البشرية يطغى عليها العنصر النسائي، نساء جئن من الأعماق المطحونة المنسية المهمشة، بحثا عن حياة أفضل، فتلتهمهن العاصمة على امتداد سنوات عديدة التهمت هى الأخرى أعمارهن دون أن ينتبهن لذلك. مسار حيوات مليئة بالمفاجآت والعقد، تسرح بك فى فضاء لن يكون غريبًا عنك أبدا. مع كل فصل من الرواية ترتفع أمامك راية سوداء تروم الانقشاع والبحث عن بياض ممكن.. لكن".