هناك العديد من الخطوط العربية المميزة، التى وضعت قواعدها فى العصور الإسلامية الأولى، حيث اشتهر العصران الأموى والعباسى، بالعديد من الخطاطين العظام، الذى وضعوا وطوروا العديد من الخطوط العربية.
واحد من بين هؤلاء كان "ابن البواب" أحد أبزر خطاطى العربية، وأحد أهم الخطاطين فى بغداد فى عصره، وهو أبو الحسن على بن هلال بن عبد العزيز، المعروف بـابن البواب (توفى 2 جمادى الأولى 413هـ/3 أغسطس 1022 م)، وسمى ابن البواب لأن أباه كان يعمل بوابا، ولا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، وإن كان يرجح أنه ولد فى حدود سنة 350 هـ الموافق 961 م، إضافة لكونه خطاطاً فهو أيضاً كان يمارس الزخرفة والتزويق.
ترك ابن البواب منظومة فى فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب. أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب فى الخط والقلم، وهى فى أدوات الكتابة، وقد نشرها نفر من الباحثين مثل: محمد بهجة الأثري، ولها شرح بقلم ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعي، المتوفى فى القاهرة سنة (711هـ الموافق 1311م بعنوان "شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب"، ونشر هذا الشرح فى تونس سنة 1387هـ الموافق 1967م.
يذكر المؤرخون أن ابن البواب هذب طريقة ابن مقلة الخطاط العظيم، ونقحها وكساها طلاوة وبهجة، ومن آثاره الباقية منظومة فى فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب. أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب فى الخط والقلم، وخط رسالة أبى عثمان بن بحر الجاحظ فى مدح الكتب والحث على جمعها، وهى محفوظة فى خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة.
وقد لقى ابن البواب الثناء والتقدير من المؤرخين، فأجمعوا على أنه كان إمامًا فى الخط لم ينافسه أحد، ولقبوه بألقاب بديعة، فيقول عنه الذهبي: إنه ملك الكتابة، ولقبه المؤرخ ابن الفوطى بأنه "قلم الله فى أرضه"، ومدحه ابن الرومى.