من المظاهر والطقوس العديدة فى شهر رمضان المبارك، تزيين الشوارع والمساجد وتعليق الأضواء عليها بشكل جمالى، يظهر عظمة المبنى والتصميم، تلك العادة التى أصبحت طقسا مستمرا ليس مرتبطا بشهر رمضان فقط.
تزيين الشوارع والمساجد يأتى بتعليق سلاسل من اللمبات المضيئة بألوان وحركات ضوئية مختلفة لإضاءة المسجد من الخارج وتعليق بعض الزينة وأفرع النور فى الشوارع والميادين.
ومن خلال سلسلة "البداية فين" التى نقدمها كل يوم ونبحث فيها عن أصل العديد من العادات والطقوس الدينية والاجتماعية خلال الشهر الكريم، ونتحدث اليوم عن إضاءة وتزيين المساجد.
وبحسب كتاب " دليل الأوائل" للكاتب إبراهيم مرزوق، فإن أول من أضاء المساجد فى الإسلام كان الصحابى الجليل تميم بن أوس الدارى، وقد أضاء المساجد بقناديل يوضغ فيها الزيت وكان ذلك كل يوم جمعة.
كتاب "أبو بكر الجصاص: الإجماع دراسة فى فكرته" تحقيق الدكتور زهير شفيق كبى، أكد الاحتفال بالأعياد وشهر رمضان فى القرن الرابع وأوائل الخامس الهجرى، أى فترة تأسيس الدولة الطولونية اظهرت العديد من المظاهر مثثل إضاءة الساحات وتزيين الشوارع أثناء شهر رمضان والأعياد، وهى المظاهر التى انتقلت للشيعة.
فيما يذكر زياد سامى عيتانى، فى مقال له بعنوان " عادات رمضانية: زينة رمضان"، وبحسب ما تسجل كتب التاريخ أن أول من بدأ فكرة الإحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية.
كما أشار الكاتب أيضا أن أول من إستخدم إنارة المساجد إحتفالاً برمضان فى الأستانة خلال العهد العثمانى كان السلطان أحمد سنة 1617 ميلادية، فأضاء أنوار المصابيح والمشاعل التى غطت مختلف مساجد اسطنبول حتى بدت كالنجوم النيّرات.
فيما ذهب أحمد المالكي، من علماء الأزهر الشريف، وعضو المكتب الفنى لمشيخة الأزهر،فى تصريحات تليفزيونية، إلى أن سيدنا على بن أبى طالب أول من قام بتزيين المساجد بالأنوار فى رمضان، موضحًا "وهذا ما نراه الآن فى الشوارع من الزينة".