تعرض كأس العالم للسرقة فى التاسع عشر من ديسمبر عام 1983، وكان قد خطط لعملية النهب قبل ذلك بعدة شهور، فى حانة سانتو كريستو الواقعة بمنطقة الميناء فى مدينة ريو دى جانيرو من طرف الإدارى المصرفى أنطونير بيريرا وخير الديكور جوزيه لويس فييرا والشرطى السابق فرانسيسكو جوزيه ريفيرا والصائغ الأرجنتينى خوان كارلوس إرناندث.
يخبرنا الكاتب لوثيانو بيرنيكى، فى كتابه "أغرب الحكايات فى تاريخ المونديال"، أن بيريرا ألفيش لاحظ – وكان دائم التردد على مقر الاتحاد البرازيلى لكرة القدم - أن الكأس موجودة فى مكان يسهل الوصول إليه، ووفق رواية الشرطة فإن فييرا دا سلفيا ريفيرا قيدا يدى الحارس الوحيد قبل اختفائهما مع كأس العالم التي صهرها إرناندث على الفور، لكن كل المتهمين اعتقلوا وحكم عليهم جميعا بالسجن تسع سنوات.
أما نتاج عملة صهر كأس العالم فاختفى فى السوق السوداء بريو دى جانيو. ومن هنا قرر الاتحاد البرازيلى بعد أن تيق من أن الكأس اختفت بلا رجعة، تكليف شركة "إيستمان كوداك" فى الولايات المتحدة الأمريكية بصنع نسخة مطابقة لتعرض فى إحدى الواجهات الزجاجية بملعب ماراكانا.
ومن هذه الواقعة، تعلم الـ"فيفا" الدرس جيدًا، ولكى يتجنب المفاجآت المؤسفة قرر ألا تتسلم الدولة الفائزة الكأس الجديدة فى نسخة 1974 التى صممها الإيطالى سيلفيو جاتسانيجا، وأن يحصل، فى مقابل ذلك، على نسخة منها، بشرط أن تظل الكأس الأصلية فى منشآت الاتحاد الدولى بمدينة زيورخ السويسرية.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه، هو ما الذى حدث لتلك النسخة التى أعدها الإنجليزى ألكسندر كلارك فى الخفاء بأمر من الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم؟، الجواب، هو أنها بيعت فى عام 1997، فى مزاد لدار سوثيبيز، بناء على طلب من عائلة الصائغ، بأربعمائة ألف دولار واشتراها الفيفا، ليضعها فى معرض بالمتحف القومى لكرة القدم في مدينة بريستون الإنجليزية.