فى الوقت الذى نتذكر فيه أهم الخطاطين الذين خدموا الخط العربى، علينا ألا ننسى محمد شفيق بك ابن سليمان ماهر بك، أحد أهم الخطاطين العثمانيين، ولد عام 1235هـ _ 1820م، واشتهر بأنه يستطيع أن يخترع خطوطاً لم تكن معروفة من قبل.
اشتهر عن محمد شفيق بك، أنه ضمن الخطاطين الذين قدموا الكتابة المزدوجة وتفنن فيها، حيث ابتكر إشكالات جديدة مليئة بالجمال والإبداع والاختلاف والتفرد.
ولم يكتف محمد شفيق بك، بإتقانه فنون الخط، بل عمل معلما للخطوط الهمايونية، ثم لقب بمعلم حسن الخط، حيث أعطى دروساً كثيرة فى تعليم فنون الخط.
ومن أبرز ما يميز محمد شفيق بك هى كتابة نماذج ولوحات بمقاييس دقيقة وثابتة، حيث إنه مزج الخطوطـ إضافة إلى هذا كان دائما يراعى المساحات والفراغات فى كل لوحة، ويحسب له أنه قام باصلاحات للوحات القديمة فى جامع بورصة الكبير بتركيا.
كتب محمد شفيق بك، مصحفان بخطه أحدهما سنة 1286هـ فى ثلاثين جزءاً بخط النسخ وكل جزء مجلد تجليداً فاخراً، أما المصحف الثانى فهو موجود فى متحف العصور التركية الاسلامية.
فى عام 1292هـ، دعا السلطان عبد الحميد الثانى، الخطاطين للاشتراك فى مسابقة خطية بين الخطاطين لكتب سورة يس فى أعلى التثمينة الخارجية لقبة الصخرة الواقعة فى قلب المسجد الأقصى المبارك، ووقع الاختيار على محمد شفيق بك.