أبو الحسن الششترى الذى يعد أول من أدخل الزجل فى كلام الصوفية، ولد فى «ششتر» فى جنوب الأندلس سنة 610 هـجرية، ومات فى مصر فى مدينة دمياط، ودفن بقرية تسمى طينة، وعندما جاء إليها أول مرة قال «حنت الطينة إلى الطينة».
قال عنه الأديب الأندلسى ابن ليون التجيبى: «كان من الأمراء وأولاد الأمراء فصار من الفقراء وأولاد الفقراء»، وقد ترك لنا ديوان شعر واحد، إضافة إلى عدة كتب فى علوم الإسلام والصوفية، أهمها «العروة الوثقى، والمقاليد الوجدية فى أسرار الصوفية، والرسالة القدسية والمراتب الإيمانية».
إِذا لم يكنْ مَعْنى حديثك لى يُدْرَى
فلا مُهْجْتى تُشْفىَ ولا كَبدى تُروَى
نَظرتُ فلم أنْظر سِواكَ أحبُّهُ
ولَولاكَ ما طَاَب الهَوى لِلَّذى يَهوى
ولَّما اجْتلاَك الفكرُ فى خَلوة الرّضا
وغيّبت قال الناس ضَلت بى الاهْوا
لَعمرُك ما ضَلَّ المحبُّ وَما غَوى
ولكَّنهمْ لمَّا عمُوا أخطئوا الفتوى
ولو شَهدوا معنى جمَالِكَ مثْلما
شهدْتُ بعينِ القلبِ ما أنكروا الدَّعوى
خلعت عِذارى فى هَواك وَمنْ يكنْ
خليعَ عِذارِ فى الهوى سَرَّهُ النجوى
وَمزقتُ أثواب الوقارِ تَهتكا
عليكَ وطابت فى محَبتكَ الْبلوَى
فما فى الهْوى شكوىَ ولو مُزِّق الحَشَا
وَعارٌ على العُشاق فى حُبِّكَ الشَّكوى