الكنافة، واحدة من أشهر الأكلات والحلويات المرتبطة بشهر رمضان، ويتميز الشهر الفضيل بكثرة محال صناعة الكنافة اليدوية، المعروف بـ"الكنفانى".
والكنافة حلوى تتكون من خيوط عجين، يضاف إليها السمن والسكر والمكسرات، وتعد من الحلويات الدارجة فى جميع الفصول، بينما يكثر تحضيرها على وجه الخصوص فى شهر رمضان، وتصنع الكنافة البلدية من خليط بين الدقيق والماء واللبن توضع فى كوب به ثقوب من الأسفل، ينزل منها العجين على النار وترفع بيد الصانع من النار، إلا أنه زاد تصنيعها آليا خلال الفترات الأخيرة.
ومن خلال سلسلة "البداية فين" التى نقدمها كل يوم ونبحث فيها عن أصل العديد من العادات والطقوس الدينية والاجتماعية خلال الشهر الكريم، نتحدث اليوم عن "الكنافة" متى بدأت وكيف ظهرت.
بحسب كتاب "شهر رمضان فى الجاهلية والاسلام"، إن هناك عدة روايات حول ظهور الكنافة بعضها يقول فى مصر، وبعضها يقول فى بلاد الشام، وتقول الرواية الأولى إنها ظهرت أثناء العصر الفاطمى، ضمن عاداته وتقاليدخ، مع غيرها من أصناف الحلوى والكعك والبسكويت وكعب الغزال، وحلوى المولد والعروس والحصان وغيرها.
وتقول الرواية الأخرى، إن الكنافة ظهرت أثناء ولاية معاوية ابن أبى سفيان، من بلاد الشام، فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث طلب معاوية من طبيبه أن يعدله طعاما يساعده على صوم الشهر الكريم حتى لا يشعر بالجوع خلال ساعات الصيام الطويلة، فأعد له الكنافة يتناولها مع طعام السحور، حتى أنهم أطلقوا عليها اسم كنافة معاوية فيما بعد.
والكنافة معناها اللغوى تعنى الستر أو الحماية أو الظل أو الرحمة أى انها تحمى الصائم من ويلات الجوع، وقد
استمرت الكنافة فى مسيرة مجدها على مدار أكثر من ألف عام، عبر العصور المختلفة الفاطمى والأيوبى والمملوكى والعثمانى والعصر الحديث حتى يومنا هذا.