أعرب الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار جامعة القاهرة، عن استيائه من عودة الصين فى بناء تمثال لأبى الهول للمرة الثانية، حيث صنعت نموذجا له في إحدى حدائق مدينة شيجياتشوانج التابعة لمقاطعة خبى، بالصين، وجعلته بارتفاع 20 مترا وطول جسمه حوالى 60 مترا، وداخله عبارة عن طابقين، كمزار سياحى للسائحين الصينين.
وأوضح الدكتور أحمد بدران، فى تصريحات خاصة لـ" انفراد"، أن أعمال بناء تمثال صينى لأبى الهول سلاح ذو حدين، الوجه الأول أنه سيقوم بعمل دعاية للتمثال الأصلى، لأنه لا يمكن أن يتم تشييده مثل تمثال أبو الهول الموجود بمنطقة آثار الهرم، كما أن البيئة التى تم بناء أبو الهول الصينى بها تختلف بشكل جزئى وكلى عن طبيعة منطقة آثار الهرم.
وتابع أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أما الوجه السيئ هو أنه من الممكن أن يؤثر على السياحة الصينية بالتحديد، حيث سيكون هناك عدد كبير من المواطنين الذى سيذهبون لرؤية أبو الهول الصينى دون الذهاب إلى القاهرة لرؤية الأصلى.
وطالب الدكتور أحمد بدران، مؤسسات الدولة بالتعاون مع منظمة اليونسكو والدول المعنية بحفظ التراث بمخاطبة دولة الصين لمنع استكمال بناء تمثال صينى لأبو الهول، والدفاع عن حقوق الملكية الفكرية، وحفظ التراث المصرى القديم.
جدير بالذكر أن بناء تمثال لأبو الهول لم تكن هى المرة الأولى التى تقوم الصين بنسخة تمثال أبو الهول المصرى ووضعه فى حديقه للاستفادة منه، حيث قامت السلطات الصينية قبل عامين بهدم نسخة من تمثال أبو الهول، بعد اعتراض الحكومة المصرية، التى اكدت وقتها أن التمثال المقلد أضر بالتراث الثقافى المصرى الوطنى، وأفادت تقارير صينية آنذاك، أن التمثال بني كجزءٍ من مشهد لفيلم، علماً بأن Hebei Great Wall قامت أيضاً ببناء نسخة من هرم اللوفر ومعبد السماء.
وعند الانتهاء من بناء "أبو الهول الصيني"، قدمت الحكومة المصرية شكوى إلى اليونيسكو فى مايو 2014، مشيرا إلى وجوب إشعارها ببناء هذه النسخة من أجل الفيلم، تماشياً مع الاتفاقات الدولية.