عاصر النبى محمد (ص)، نساء مجاهدات مناضلات، لم يبتغين سوى نصرة دين الله وعزة رسوله الكريم، فكن من أفاضل النساء وأكثرهن إيمانًا فى الإسلام.
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى أم عمارة، نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصارية.
وبحسب "كتاب" نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، إنها كانت إحدى امرأتين انضمتا إلى سبعين رجلاً من الأنصار لمبايعة النبى (ص) فى بيعة العقبة الثانية، وكان معها زوجها زيد بن عاصم، وابناها منه: حبيب الذى قتله مسيلمة فيما بعد، وعبد الله، وهو راوى حديث الوضوء، أما المرأة الثانية فهى أختها.
ويلخص ابن سعد فى طبقاته صورة رائعة لمبادرة أم عمارة فيقول: أسلمت أم عمارة، وحضرت ليلة العقبة، وبايعت رسول الله، وشهدت أحدًا والحديبية وعمرة القضية، وحنينا، ويوم اليمامة وقطعت يدها، وسمعت من النبى أحاديث.
شهدت أم عمارة يوم أحد مع زوجها، ومع ولديها من زوجها الأول، خرجت تسقى، وقاتلت وأبلت بلاء حسنا وجرحت اثنى عشر جرحًا، ويروى الإمام الذهبى عنها أنها قالت: سمعت رسول الله يقول "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان".
ويقول ابن سعد: "وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وأنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى خرجت ثلاثة عشر جرحا، وكانت تقول: إنى لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها، وكان أعظم جراحها، فدواته سنة، ثم نادى منادى رسول الله: إلى حمراء الأسد، فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم.
وشهدت نسيبة مع الرسول (ص)، بيعة الرضوان، وهى بيعة المعاهدة على الشهادة فى سبيل الله، وبعدما لحق الرسول بجوار ربه، ظهر مسليمة الكذاب، فهب الجميع لمحاربته وفيهم حبيب بن زيد بن عاصم، ولد نسبية فقتل على يد مسيلمة أسيرا.
وعندما علمت نسيبة بمقتل ابنها نذرت ألا يصيبها غسل حتى يقتل مسليمة، وخرجت فى معركة اليمامة وكانت حريصة على أن تقتل مسيلمة بيدها، لكن القدر أراد أن يكون القاتل هو ابنها عبد الله بمشاركة وحشى قاتل عم النبى حمزة بن عبد المطلب.